الاختطافات ملف دموي آخر تلطخت به أيدي المجرمين يمثل حاليا أكثر من 36 شخصا أمام مجلس قضاء بومرداس بتهمة تمويل جماعة إرهابية مسلحة وعدم التبليغ عنها، تعالج محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس خلال الدورة الجنائية الحالية حوالي 18 قضية مبرمجة تتعلق بجناية تمويل جماعة إرهابية مرفوقة أحيانا بجنحة عدم التبليغ عنها، واللافت أن أغلب المتابعين في هذه القضايا موقوفون أودعوا السجن فيما يوجد متهم في حالة فرار. * وتفيد المعطيات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن من بين هؤلاء المتابعين بجناية التمويل وعدم التبليغ كانوا قد تعرضوا للاختطاف من طرف نشطاء تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتم الإفراج عنهم مقابل طلب فدية، ليتم توقيفهم من طرف مصالح الأمن والتحقيق معهم على خلفية أنه لم يتم إبلاغها منذ بداية الاختطاف وتم تسديد "الفدية" في سرية من طرف أهالي المختطف خوفا من تنفيذ تهديدات الإرهابيين بتصفيته في حال إعلام أجهزة الأمن. * وكان قد تقرر مؤخرا متابعة المختطفين من طرف الإرهاب قضائيا، كما سبق أن أشارت إليه "الشروق اليومي" في عدد سابق في ظل تكثيف خلية الاختطافات التابعة لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالمنطقة الثانية (بومرداس وتيزي وزو) لعمليات الاختطافات مقابل فدية لحاجتها الماسة للسيولة المالية واستهدفت رجال أعمال وأصحاب مصانع ومعصرة زيت وشركات خاصة ومذابح ومسير مركب سياحي، وكانت تحقيقات أمنية قد توصلت الى أن الخاطفين كانوا قد طالبوا هؤلاء في وقت سابق ب"الجزية"، لكن بعد تسجيل تماطلهم قاموا باختطافهم واحتجازهم ومضاعفة قيمة "الفدية" كعقوبة على تأخرهم وإرغام الآخرين على تسديد "الجزية"، وتفيد مصادر "الشروق اليومي" أن من بين المتابعين أصحاب مزارع وعقارات دفعوا "الجزية" لأتباع "درودكال" تحت الضغط والتهديد أحيانا وتمت "الوشاية" بهم من طرف إرهابيين موقوفين وتائبين وعناصر شبكات دعم كشفوا أثناء التحقيقات عن مصادر تمويلهم. * ويتوزع المتابعون بجناية تمويل جماعة إرهابية وعدم التبليغ على مناطق دلس، برج منايل، بومرداس، بودواو شرق ولاية بومرداس، مما يعكس خريطة نشاط خلية الاختطافات التابعة "للجماعة السلفية" في المعاقل الرئيسية بإمارة المدعو "محمد تاجر" المعروف ب"موح جاك" الذي تم القضاء عليه من طرف قوات الجيش وتفكيك شبكات الدعم والإسناد التابعة له. * ويمثل 36 متهما أمام مجلس قضاء بومرداس خلال هذه الدورة متابعين بجناية تمويل جماعة ارهابية منهم 13 موقوفا (أودع الحبس) مقابل 13 متابع غير موقوف، وواحد يوجد في حالة فرار ويتعلق الأمر بالمدعوين "ب.ياسين"، "ك.توفيق"، "ب.سمير"، "أ. مالك"، "ع .عبد القادر"، "س. عبد الرحمان" ، "س. مولود"، "ع .إبراهيم"، "ب.رابح"، "ع. ناصر"، "م. مسعود"، "ش. طارق"، "أ. سمير"، "ح.خير الدين"، "ن.بلقاسم"، "م.محمد"، "م. بوعلام"، "م .أعراب"، "ف. سعيد" إضافة الى "ط. أحمد"، "ح.حفيظ"، "ح. بوعلام"، "ق. نورالدين"، "ب.رفيق"، "ع. حميد"، "ن. سعيد"، "ف. عيسى"، "ب. سعيد"، "ع.ناصر"، "م. مسعود"، "ش. طارق" إضافة الى قضية واحدة تتعلق بجناية تمويل جماعة إرهابية وعدم التبليغ وتهريب شاحنات، متابع فيها المدعو "د.مليك"، موقوف، و"ج.حميد" الموجود في حالة فرار. * واللافت أن مصالح الأمن كانت قد أوقفت أصحاب السيارات التي تمت سرقتها من طرف الإرهابيين واستخدمت في اعتداءات انتحارية مثلما وقع في الاعتداء الانتحاري الذي استهدف شاطئ زموري الصائفة الماضية، حيث كان صاحب السيارة قد احتجز لدى الإرهابيين وتم إطلاق سراحه صبيحة العملية الإرهابية.