تصوير: بشير زمري تنبأت مصالح الأرصاد الجوية بحدوث فيضانات كبيرة بولاية غرداية وبعض ولايات الجنوب من خلال نشرات جوية خاصة، حيث وزعت برقيات على مختلف السلطات المعنية في ولايات الجنوب تفيد بحدوث تقلبات جوية وتجاوز منسوب الأمطار المتساقطة حدود 42 ملم وهي نسبة غير عادية منذ الأحد 28 سبتمبر. * * الحماية المدنية أخطرت "أمناء السيل" بالفيضان قبل 48 ساعة * * وجاء في برقية بعثت بها مصلحة الأرصاد الجوية لسلطات ولاية غرداية والتي تحمل رقم 40 وتحصلت "الشروق اليومي" على نسخة: "أمطار معتبرة وغزيرة تتساقط بداية من هذه الليلة في الولايات التالية، اليزي وجنوب ولاية ورڤلة، وسيستمر تهاطل الأمطار إلى غاية يوم الأحد 2 أكتوبر في حدود التاسعة صباحا، كما ستتجاوز نسبة تساقط الأمطار 40 ملم خلال مدة تساقط الأمطار". * في نفس الإطار ذكر مصدر مسؤول من مصلحة الأرصاد الجوية بالدار البيضاء أن مصالحه راسلت جميع السلطات المعنية والحماية المدنية، من خلال نشرات للأرصاد الجوية تحمل طابعا خاصا، نعلمهم بتساقط غير طبيعي للأمطار، وأكد مصدرنا أن نسبة التساقط بالمناطق المعنية غير عادية، وتعتبر النسبة غير عادية بمناطق الجنوب في حال تجاوزها حدود 5 ملم، وفيما يخص المناطق الشمالية فإنه في حال تجاوزها 20 ملم فهي غير عادية أيضا. * وأضاف مصدرنا أن مصالحه شرعت منذ يوم الأحد 28 سبتمبر في إرسال النشرات الجوية الخاصة لمختلف المصالح، وقدر مصدرنا عدد المراسلات بست برقيات كان آخرها ليلة الأربعاء الماضي، حيث أشارت مختلف هذه النشرات إلى تجاوز كمية الأمطار حدود 40 ملم وهو أمر غير عادي، وأرجع ذات المسؤول سبب الفيضانات إلى ارتفاع منسوب الأمطار المتساقطة بمنطقة حاسي الرمل التي تجاوزت 41 ملم وهو ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه وديان حاسي الرمل الذي يصب بمنطقة ميزاب التي تعتبر منطقة منخفضة وهو ما أدى إلى تجميع المياه بها، ونظرا لكون عدد كبير من السكان قد شيدوا منازلهم على أسرة الوادي تسببت المياه إلى جرفها وتسببها في الكارثة التي ألمت بسكان المنطقة. * وحسب محدثنا فإن كمية الأمطار المتساقطة عرفت أوجها بمنطقة حاسي الرمل ببلوغها 41 ملم في حين قدرت بولاية غرداية ب 23 ملم أما بولاية أدرار فبلغت 18 ملم. * في اتصالنا بمدير الحماية المدنية على مستوى ولاية غرداية أكد لنا المقدم بوعلام بوغلاف، أن سلطات الولاية بالتعاون مع جميع الأجهزة أنشأت خلية متابعة للأوضاع بمجرد أن تلقت جميع المصالح نشرة الأرصاد الجوية، كما قامت مصالح الحماية المدنية حسب المقدم بوغلاف بالاتصال بما يسمى بأمناء السيل الذين قاموا بإخطار المواطنين بحدوث فيضان الوادي عن طريق إطلاق طلقات نارية تحذيرية، غير أن عددا من المواطنين لم يعلموا بالأمر ولم تصلهم التحذيرات حتى أدركتهم المياه في منازلهم، وقد انتشرت مصالح الحماية المدنية عبر كامل أرجاء المناطق المتضررة قبل يومين من بلوغ فيضان الوادي ذروته غير أن ارتفاع منسوب المياه إلى حدود ثمانية أمتار وخمسين سنتيمتر حال دون التحكم في الأوضاع عن آخرها. * وبهذا يتكرر سيناريو فيضانات باب الوادي لسنة 2001 والذي أودى بحياة زهاء 900 شخص وخسائر مادية قدرت بالملايير وكادت أن تغير من تضاريس المنطقة، علما أن مصالح الأرصاد الجوية في تلك الفترة راسلت مصالح ولاية الجزائر عبر نشرة جوية خاصة أيضا تخطرها فيها بتساقط غير عادي للأمطار، وقد أثارت حينها هذه القضية ضجة إعلامية واسعة.