دعا مدير الديوان الوطني للأرصاد الجوية، السيد فرحات ونار، أمس إلى التعجيل بإصدار المراسيم التنفيذية الخاصة بقانون تسيير الكوارث الصادر سنة 2004 وذلك لتحديد مسؤولية كل طرف، مشيرا إلى أن الإنذارات التي توجهها مصالحه حول التقلبات الجوية لا تكفي لمواجهة مختلف الكوارث إذا لم ترافقها تدخلات من قبل القطاعات المعنية. وأوضح السيد ونار خلال نزوله ضيفا على "منتدى يومية المجاهد "بمناسبة إحياء اليوم العالمي للأرصاد الجوية المصادف للثالث والعشرين مارس، أن الجزائر التي توجد في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تتأثر كثيرا بالتقلبات الجوية مدعوة للتكيف مع تغيرات المناخ وانعكاساتها والتحضير لمواجهة آثارها، خاصة أن الديوان يتوقع ارتفاعا في درجات الحرارة مستقبلا وكذا التصحر والفيضانات. واعتبر المتحدث أن الإنذارات التي ترسلها هيئته ليس لها أي فائدة إذا لم تتبع بإجراءات وتدخلات من القطاعات المعنية وفي الوقت المناسب مشيرا إلى أن الديوان وجه السنة الفارطة 84 انذارا عموميا خاصا بالأمطار،الرياح القوية والثلوج بالإضافة إلى 1076 إنذار للملاحة الجوية و130 إنذار للملاحة البحرية كما سجلت موجتان من الحرارة كانتا اشد من تلك المسجلة سنة 2007 وذلك من خلال استعمال عدة وسائل وتقنيات للحصول على المعلومات والتوقعات، حيث يوظف الديوان 1208 عامل منهم 763 تقنيا. وحسب المسؤول الأول على ديوان الأرصاد الجوية، فإن الجزائر لا تزال بعيدة فيما يخص التقنيات الحديثة المستعملة في رصد التقلبات الجوية رغم التقدم المسجل في السنوات الأخيرة حيث توجد89 محطة للمراقبة، ثلاث رادارات و374 موقعا مناخيا، منها 169مركزا آليا لرصد التوقعات ووضع النشرات العادية والخاصة المتعلقة بتغيرات المناخ المختلفة منها موجات الحرارة، الفيضانات وانعكاساتها السلبية على مختلف المناطق، وذكر في هذا الصدد بكارثتي غرداية وبشار وضرورة تحديد مستويات التحسيس بالنسبة لكل كارثة، مؤكدا أن تطور المخاطر يتطلب تحديد المناطق المعنية، تطوير البحث ووضع نظام للإنذار المسبق الذي يجري تحضيره من قبل الحكومة إلى جانب مشروع رادار لقياس التوقعات بالعاصمة وآخر لمواجهة مخاطر الفيضانات بولاية سيدي بلعباس التي يهددها وادي مكرة.. وفي هذا الصدد؛ أوضح السيد ونار أن المناطق الأكثر فقرا ومناطق البحر الأبيض المتوسط ستعاني أكثر من الانعكاسات السلبية للتقلبات الجوية من حرارة وفيضانات وتصحر مما يؤكد -حسبه- أهمية التفاعل مع هذه التغيرات والتحضير لمواجهة الكوارث التي يحددها القانون في14 كارثة منها 70 بالمئة لها علاقة بالطقس وكذا وضع أنظمة للتنبيه والإنذار، خاصة بالنسبة للجزائر التي تتميز بتنوع المناخ الذي يؤكده تسجيل 158ملم من الأمطار بعين الصفراء سنة2007 بالاضافة إلى تسجيل ارتفاع في درجات الحرارة من0.3 الى0.6 درجة خلال خمس عشرة سنة الأخيرة.