تصوير/ أوينس أوبعيش استقبلت بعض العائلات الجزائرية يوم العيد بأحزان ودموع تملئ القلب والعين لفراق أعزاء عليها خلال شهر رمضان أو قبله بقليل، فالآلام لم تنسَ بعد وبدل لبس الجديد من الثياب وزيارة الأرحام الأحياء، فضّل هؤلاء التوجه إلى المقابر ومشاركة موتاهم أول عيد يغيبونه عنهم والأمر أنهم يصطحبون معهم الأطفال للترحم على ذويهم وإن كان هؤلاء لايفقهون في الأمر شيئا. * زيارة المقابر عادة ترسّخت في أذهان وسلوكات الجزائريين ورغم الفتاوى التي تتناقلها الألسنة في السنوات الأخيرة ببدعة هذا الفعل ونبذ تخصيص زيارة المقابر في يوم معيّن، إلاّ أن المتشبثين به كثيرون، سيما إن تعلق الأمر بأشخاص حديثي الوفاة، فالرغبة هنا تكون أقوى لتذكرهم والترحم عليهم، وتلازم ذلك بعض العادات الدخيلة التي اعتنقتها تلك العائلات كالامتناع عن تحضير حلويات العيد وزيارة الأقرباء واقتياد الأطفال إلى حدائق التسلية و»شطب« جميع مظاهر البهجة والفرح لتعويضها بملامح الحزن التي يصرون على إبدائها. * سمير وأحمد ووليد وسارة... أطفال لايتعدى سنّهم التاسعة لم يدركوا حقيقة موت جدهم لكنهم أدركوا جيدا عادات أهلهم التي تلي هكذا مناسبات في حيّهم فهم كما قالوا لن يلبسوا ثياب العيد التي ظلوا يحلمون بها ولن يشتروا الألعاب، كما أنهم حرموا وضع الحناء في أيديهم وهو ما حزنوا عليه كثيرا. * وحسب السيد جخنون، مدير مؤسسة تسيير المقابر والجنائز لولاية الجزائر، فإن الإقبال على زيارة المقابر تضاعف خلال يومي العيد واحتلت النساء الصدارة في ذلك، فمن لا تزور المقبرة طوال أيام السنة تتذكرها يوم العيد. وبالنظر إلى ذلك، تحرص المؤسسة كما أضاف على أن تدعم الجانب الأمني بدرجة أكبر عن طريق تجنيد عدد معتبر من الأعوان لضمان أكثر راحة للمواطن، ناهيك عن أشغال التهيئة والتنظيف التي قام بها الأعوان الموسميون البالغ عددهم 60 عونا والذين وظفوا لإزالة الأعشاب الضارة في الفترة الممتدة من شهر ماي إلى غاية نهاية سبتمبر. * من جهتهم يؤكد رجال الدين أن الله شرع لنا العيد لكي نفرح ونبتعد عن الأحزان يوم العيد، لذا فإن قيام كثير من المسلمين بزيارة المقابر في هذا اليوم عمل مخالف لسنة النبي الذي لم يثبت في السنة أنه زار قبرا يوم العيد.