تصوير/ أوينس أوبعيش بالرغم من تطمينات وزارتي النقل والتجارة إلا أن معظم المدن والقرى الجزائرية دخلت في عطلة وتعطل منذ مساء الإثنين الماضي، ورغم أن الثلاثاء كان آخر أيام رمضان إلا أن الشلل هو الذي ميز الحياة إلى درجة أن بائعي الزلابية توقفوا عن العمل يوم الإثنين وأغلقت معظم المؤسسات العمومية والخاصة أبوابها، مما يعني أن العطلة تقدمت بيوم الثلاثاء وتأخرت بيوم الجمعة. * وجاءت العطلة المطولة من شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي أنهت عملها يوم الإثنين حيث بلغ توافد المسافرين على الطائرات أقصى درجات، ليتم في اليوم الموالي أي الثلاثاء إلغاء العشرات من الرحلات الداخلية وحتى الخارجية من "العاصمة -اسطنبول" وهذا دون تقديم أي تفسيرات لهذا الإلغاء، إذ بدت كل المطارات مشلولة يوم الثلاثاء آخر أيام رمضان ومشلولة تماما يومي العيد وحتى الجمعة، وباستثناء المدارس والإكماليات والثانويات فإن الجزائريين عاشوا يوما ميتا يوم الثلاثاء إذ أغلقت حتى المتاجر الكبرى والمساحات الشهيرة مثل دبي بالعلمة بولاية سطيف التي دخل أصحابها في عطلة غير مفهومة يوم الثلاثاء، كما كان واضحا أن الشاحنات الكبرى وأصحاب الحاويات قد أنهوا أشغالهم يوم الإثنين حيث خلا الطريق الوطني رقم 5 وهو الأهم في الجزائر من الحركة ما عدا السيارات السياحية الصغيرة، واشتكى المواطنون رغم أن غالبيتهم تنقل إلى مقر سكناه يوم الإثنين وما قبله من العطلة التي دخلها أصحاب الحافلات الخاصة الذين اشتغلوا فقط على مستوى الخطوط الداخلية وغابوا نهائيا من الرحلات الخارجية.. * وحتى مراكز البريد شهدت نقصا في توافد الزبائن، ورغم تطمينات وزارة التجارة بضرورة فتح المخابز أيام العيد إلا أن الخبازين لم ينتظروا العيد ودخلوا في عطلة طويلة منذ صباح الثلاثاء إلى غاية السبت، على اعتبار أنهم عملوا طوال شهر الصيام ومكنوا العائلات من طهي حلوياتهم وحتى خبزهم التقليدي، أما الأحياء الجامعية التي فتحت بعض منها خلال بداية شهر الصيام لطلبة الامتحانات الاستدراكية من خلال توفير وجبات الإفطار والسحور والنقل فكانت في عطلة تامة رغم تواجد طلبة وطالبات أجانب وحتى بعض الجزائريين الذين يقطنون على مسافة تزيد عن الألف كيلومتر. * ومشكلة آخر أيام شهر الصيام الذي يلي ليلة الشك أصبح يطرح نفسه كيوم عطلة غير معلنة وعدم التمكن من التعامل معه رغم أن الشركات الأجنبية ومنها شركة كوجال اليابانية المشرفة على إنجاز الطريق السيار شرق -غرب لم تعترف بشل الحركة خلال يوم الثلاثاء وتواصل العمل فيها بشكل عادي، وهناك من العمال من جازف بيوم العيد من الذين يقطنون بعيدا عن مقر عملهم مع كوجال وبقوا في مراكز عملهم خلال يوم الثلاثاء بأمر من المسيرين.. أما المؤسسات التي ارتأت تغيير يوم العطلة من الجمعة إلى السبت من أجل ربح ساعات عمل إضافية مثل أرسيلو رميتال ورويبة فوجدت نفسها في عطلة أكثر أمد، إذ شملت أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت؛ أي قرابة الأسبوع، وهو ما أفرز لها خسائر كبيرة في تسويق منتوجاتها من حديد ومشروبات، ولم يجد مدراء المؤسسات العمومية من طويلة لإنقاذ المؤسسات من غياب العمال حيث تم تسريح القاطنين بمناطق بعيدة منذ صباح الإثنين، وحتى وزراء حكومة أويحيى لا أحد منهم اشتغل يوم الثلاثاء في زيارات التفقد خارج العاصمة رغم أن وزير الداخلية ورئيس الحكومة عادا لدعوة كل الوزراء لعمل بسبب كارثة الميزاب وعادوا جميعا في عيد الفطر بما في ذلك ولاة منطقة الجنوب الشرقي.