العطلة الجديدة تربك يوميات بعض الجزائريين اقترح مواطن، نهار السبت، وهو يتجول في شوارع مدينة قسنطينة الشاغرة إلى ما بعد الظهر أن تصحب صلاة الظهر أو حتى العصربنداء "الصلاة خير من النوم" .. مادام شخير الناس يسمع في كل مكان .. * * وما زاد في تقاعس الناس وأيضا هجرتهم للأسواق هو تمدد شهر شعبان إلى غاية يوم الجمعة، وهو ما مكّن جميع المواطنين من قضاء حوائجهم يومي الخميس والجمعة، فكان يوم السبت عطلة حقيقية بل إنه أكبر عطلة تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة. * الأسواق فتحت أبوابها ولكنها عكس يومي الخميس والجمعة كانت في شبه إضراب عن العمل رغم أن المضرب هو الزبون الذي استعد لرمضان منذ أيام فغادر الأسواق أو ارتاح من وجعها في الأيام الرمضانية الأولى .. والذين قالوا إنه من الصعب التعود على عطلة السبت أخطؤوا لأن الجزائريين كانوا فعلا في عطلة سبت نهار أمس رغم بعض الاستثناءات طبعا. * حتى الحوانيت التي من المفروض أن تكون مهنتها صباحية مثل المخابز كان القائمون عليها نائمين ولم تفتح معظمها أبوابها إلا زوالا ولم تتحرك بضاعتها إلا بعد صلاة العصر .. وهندام المواطن وشكله الخارجي عصر أمس كان يوحي أنه في عطلة وقام لتوّه من نوم صيفي عميق جدا، وكان التجار قد حققوا أرباح الموسم خلال اليومين الأخيرين وراهنوا على مواصلة بيعهم الطوفاني، ولكن خيبتهم حدثت رغم أن بعض الصائمين عادوا بعد ذلك بقوة لشراء أي شيء وبأي ثمن كما أن معظم التجار راهنوا على البيع ما بعد الفطور إلى ما بعد صلاة التراويح. * وبدت أيضا الشواطئ الشرقية في حالة كئيبة جدا حيث هجرها المصطافون الذين بقوا فيها إلى غاية الجمعة وأغلقت المتاجر أبوابها رغم أن الشواطئ الخاصة أعلنت عن برنامج رمضاني ليلي للساهرين من العائلات من الباحثين عن الجو المنعش والمتعطشين للمثلجات.. وجاء تعامل المواطنين مع اليوم الأول من رمضان والذي كان متميزا جدا هذا العام لأنه صادف يوم السبت الذي أصبح في رزنامتنا يوم عطلة وأيضا يوما من شهر أوت الحار كما أن بعض المواطنين ومنهم عشاق الكرة وجدوا أنفسهم مجبرين على التعامل مع واقع جديد وهو إجراء مقابلات القسم الأول في كرة القدم التي جرت وقائعها أمس السبت. * الجديد بالنسبة للجزائريين الذين صاموا في أوت لأول مرة منذ حوالي ثلاثين سنة هو أنهم هذه المرة مزودون بالقنوات الفضائية التي تسابقت على احتواء المتفرجين، كما أن الكثير من الجزائريين صاروا متمتعين بالمكيفات وهو ما جعل اليوم الأول من رمضان يمر بردا وسلاما على الجميع خاصة أن سونلغاز لم تفعلها ولم تنغص صوم إلا القليل من المواطنين.