انتقل هوس الهجرة غير الشرعية من الولايات الساحلية مثل عنابة وعين تيموشنت إلى المدن الداخلية، عبر استغلال الرحلات الجوية المؤدية إلى إسطنبول، والتنقل مع السوريين اللاجئين، بحرا عبر زوارق الموت نحو اليونان، في محاولة لدخول أوربا كلاجئين. فقد شهدت قسنطينة، منذ يوم الجمعة، حالة ترقب وخوف على مصير شباب طاروا إلى تركيا من أجل الإبحار إلى اليونان واختفت أخبارهم منذ أسبوع كامل عندما انتقلوا عبر قارب، ضمّ عددا من المهاجرين منهم من قدموا من مدينة قسنطينة، ما زال مصيرهم مجهولا. "الشروق اليومي" تنقلت، زوال أمس، إلى مسكن المفقود عبد الحق بوبشيرة. وتحدثت مع والديه المصدومين بمصير ابنهم وأيضا بالبحث عن وسائل إدارية ومالية لنقل جثته لدفنه في أرض الوطن، إذا تأكد هلاكه، بالرغم من أنه لا مصدر رسميا إلى حد الساعة تحدث عن مصير عبد الحق، باستثناء صديق له من تركيا قال إنه من الهالكين. والدة عبد الحق قالت ل "الشروق اليومي"، إن ابنها الذي رافقته إلى مطار قسنطينة رفقة شقيقيه الأصغرين، قبل طيرانه إلى تركيا، اتصل بها يوم الأحد الماضي، وأخبرها بأنه سيغادر تركيا في اتجاه اليونان، وإذا فشل فسيستقر في إيطاليا نهائيا، لتختفي أخباره ويصلها يوم الجمعة خبر هلاكه، وباشر أبناء حيه جمعهم الأموال والاتصال بقسنطينيين، يقطنون في تركيا لتأكيد خبر هلاكه من عدمه أو نقل جثته إلى أرض الوطن. وفي غياب الأخبار الرسمية، ما زال سكان علي منجلي والزيادية وبن تليس، التي ينتمي إليها الحراقة، وعائلة عبد الحق بالخصوص، في حالة صدمة ممزوجة بأمل في عودة عبد الحق، لأن ما يدور حاليا هو نجاة خمسة من ركاب القارب الذي ضم سوريين وعراقيين وليبيين وتونسيين. وهم حاليا في الحبس في إزمير التركية. يذكر أن عبد الحق يدرس في السنة الثانية في مركز للتكوين المهني، وله شقيقان يصغرانه سنا وواحد يكبره، وكان آخر ما قاله لوالدته وهو في اتجاهه إلى الطائرة.. سأعود قريبا ولكن في وضع أحسن مما أنا عليه يا أمي.. وستكونين أنت أحسن من حالتك الاجتماعية الحالية؟؟