خسائر فادحة خلفتها فيضانات غرداية باشرت فرق المراقبة التقنية للبناء عملها منذ صباح السبت لتقييم الخسائر بالمناطق المنكوبة وتحديد وضعية البنايات بها. وكان والي ولاية غرداية قد أصدر في وقت سابق تعليمات بترحيل العائلات المقيمة في سكنات هشة ومهددة بالسقوط في انتظار تقارير الخبرة للفصل في وضعيتها، وذلك للتخفيف من الخسائر البشرية على خلفية أن عديدا من السكنات المبنية بالطوب تبقى مهددة بالانهيار بعد استقرار الأحوال الجوية بالولاية. * - "خلايا الأزمة" تباشر مهامها والأولوية لفك العزلة * * وتمكنت هذه الفرق الموفدة من المركز الرئيسي بالعاصمة مرفوقة بخبراء محليين من التنقل الى كل من متليلي، ضاية بن ضحوة وبريان، غرداية، العطف بعد فتح المسالك والطرقات. وسجلت أكبر الخسائر والبنايات المتضررة بغرداية خاصة بحي "الغابة" الذي أحصيت به أكثر من 500 بناية متضررة وغير قابلة للسكن إضافة الى تسجيل ما لا يقل عن 202 عائلة منكوبة بحي "باب السعد" بعد انهيار سكناتها الهشة. وأدت السيول إلى تضرر أكثر من 5 آلاف سكن أغلبها من البنايات المبنية بشريط الوديان، وينتظر الإعلان عن الحصيلة النهائية بعد انتهاء اللجنة من عملها لمباشرة التعويضات حيث اعترف والي الولاية في لقاء سابق بأن المشكل الذي تواجهه مصالحه في هذه الكارثة هو "غياب التقييم". * وعلمت "الشروق اليومي"، أن اللجان التي أنشأتها مصالح ولاية غرداية قد انطلقت بدورها في العمل الميداني منذ صباح أمس لمعاينة الأضرار في مختلف القطاعات منها خلايا الطاقة لتحديد الأعطاب في شبكة الكهرباء والغاز، حيث يتم إعادة تمويل الأحياء تدريجيا بعد تسجيل انهيار عديد من الأعمدة الكهربائية وتخريب قنوات الغاز إضافة الى النقل، حيث تم إعادة فتح عديد من الطرقات المغلقة لإيصال الإعانات وتسهيل حركة المرور والتنقل بعد تسجيل انهيار جسور وتضرر شبكة الطرقات ببنورة وسيدي عباز وغرداية. * الإسعاف، وخلايا الصحة بعد إيفاد بعثات طبية من ولايتي غرداية وورڤلة تضم أطباء وممرضين الى المناطق المنكوبة بعد فتح 5 نقاط مداومة وتجنيد 8 سيارات إسعاف مجهزة للتكفل الطبي بالمنكوبين، كما اتخذت إجراءات صحية تفاديا لتفشي الأوبئة التي قد تنجم عن تلوث المياه لا سيما وأن الأودية أتلفت مواشي طفت جثثها على سطح المياه. وقام عديد من المتطوعين برش الوديان والمناطق المنكوبة بمادة "الجير" ومواد مطهرة للوقاية من انتشار الأوبئة خاصة الديفتيريا والتيفوئيد، وكان مدير الصحة والسكان بولاية غرداية قد وجه نداء عبر الإذاعة المحلية لعدم استهلاك مياه الحنفيات مؤقتا في ظل مخاوف من اختلاط مياه الآبار بالسيول المحملة بالأوحال، وتم نقل عينات للتحليل بالمخابر الجهوية، كما تحركت خلايا الإتصال والتدخلات وتسيير المساعدات التي تستفيد منها الولاية. * وفي موضوع متصل، تم تأجيل الدخول المدرسي في المناطق المنكوبة منها بنورة التي غمرت السيول مدرسة ابتدائية بها كانت قد استفادت من مطعم مدرسي بمناسبة الدخول المدرسي الحالي، وتم إتلاف الأثاث والوثائق، بينما سجل تضرر مدرستين ابتدائيتين وإكماليتين بمدينة متليلي وتحولت بعض المؤسسات التربوية الى مراكز إيواء العائلات المنكوبة منها 4 عائلات تم تحويلها مؤقتا الى مدرسة بمتليلي و300 منكوب آخر الى مدرسة قرآنية ببولنوار. * وكان منتخبون محليون قد طرحوا هذا الإشكال على والي الولاية الذي أكد أن "الأولوية هي إيواء العائلات المنكوبة ولا يمكن للتلميذ أن يذهب الى المدرسة وهو بدون مأوى" مشيرا الى التكفل بالتلاميذ المنكوبين. * وكان عديد من أصحاب المنازل غير المتضررة والمرتفعة بإيواء العائلات المنكوبة خاصة النساء والأطفال ومنحوهم طعاما وألبسة حسبما وقفت عليه "الشروق اليومي" في تضامن مثالي. * وتتواصل عمليات الإنقاذ والإغاثة وإجلاء المنكوبين بالمناطق المنكوبة من طرف فرق الحماية المدنية والدرك الوطني ولجان الأحياء بعد دعمها بالوسائل، وكانت قيادة الجيش قد أرسلت تجهيزات منها مضخات متطورة لتفريغ المياه كما تجند عديد من الخواص من أصحاب المقاولات لتسريح الطرقات باستخدام جرارات وشاحنات خاصة في الواحات.