أكد وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة، أن التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية لصالح المنكوبين مكنت من إسكان جميع الذين كانوا دون مأوى، وتم إيصال المعونات لجميع العائلات المنكوبة، وأعيد تشغيل جميع شبكات المرافق العمومية، وأعلن عن إقرار الحكومة لإعانة تقدر ب12 ألف دينار شهريا مقابل كراء المنكوبين للسكنات، وانه بقرار من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تم توسيع هذه الإعانة للعائلات المنكوبة في الولايات التي شهدت فيضانات في المدة الأخيرة. قدم وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة أمس في الندوة الصحفية الأسبوعية حصيلة الفيضانات التي شهدتها ولاية غرداية وعدة ولايات أخرى، وشرح جميع الترتيبات المتخذة من طرف الحكومة لمعالجة أثار الفيضانات، والاجراءات المتخذة الى غاية اليوم. وأوضح أن عملية متابعة جهود إعادة اعمار المناطق المنكوبة بغرداية تتم يوميا سواء من خلال عمل خلية الازمة المحلية او على مستوى الخلية الوطنية التي يترأسها السيد نور الدين يزيد زرهوني وزير الدولة وزير الداخلية، واضاف أن رئيس الحكومة يعقد مرتين كل أسبوع مجلسا وزاريا مشتركا يضم جميع القطاعات المعنية لدراسة مدى تقدم جهود التكفل بالمنكوبين واصلاح الاوضاع في الميدان. وأشار السيد بوكرزازة أن مجلس الحكومة المجتمع امس برئاسة السيد احمد اويحيى رئيس الحكومة استمع الى عرض قدمه السيد زرهوني تطرق فيه الى آخر التطورات في الميدان بخصوص فيضانات غرداية وثماني ولايات اخرى شهدت تساقط امطار طوفانية في الايام الماضية وخلفت خسائر بشرية ومادية. وبخصوص فيضانات غرداية فإن الحصيلة النهائية بالنسبة للخسائر البشرية بلغت 43 قتيلا و86 جريحا غادر جميعهم المستشفى اضافة الى اربعة مفقودين احدهم من جنسية مالية. اما فيما يخص الخسائر المسجلة في قطاع السكن فقد انتهت مصالح الخبرة التابعة للمراقبة التقنية للبناءات من معاينة 98 بالمئة من البناءات، وأحصت ازيد من 2000 وحدة سكنية مهدمة بالكامل، وتضرر حوالي 2600 وحدة، وتصنيف أكثر من 11.000 وحدة ما بين اللون البرتقالي 03 والخضراء 02. وذكر الوزير بالعهد الذي قطعه رئيس الحكومة على المنكوبين خلال زيارته الى المنطقة قبل أيام والمتعلق بإسكانهم قبل نهاية العام، وفي هذا السياق قررت الحكومة تخصيص إعانة إيجار شهرية للذين تضررت سكناتهم، وتمنح هذه الاعانة حتى ولو تمت عملية الإيواء من طرف الأقارب. وضمن الإجراءات المتخذة ايضا لإعادة اسكان المنكوبة تسجيل برنامج 2500 سكن جاهز، يضاف الى 700 وحدة سكنية تسلم في الاسابيع القليلة القادمة، وكذا برنامج بثلاثة آلاف سكن ريفي. وأكد السيد بوكرزازة أن الدولة شرعت في تجنيد المؤسسات التي ستتكفل بعملية ترميم السكنات المتضررة. وفي اطار التكفل بالعائلات المنكوبة كذلك قررت الحكومة تخصيص منصب شغل لكل عائلة فقدت احد ذاويها في إطار آليات التشغيل التي تتكفل الوزارة الوصية على تطبيقها. وحول كيفية معالجة الخسائر التي مست القطاع الاقتصادي اكد وزير الاتصال أن الدولة ستعمل على أن يستفيد المتضررون من إجراءات لصالحهم بمجرد الانتهاء من عملية التقييم المادي لحجم الخسائر، مشيرا الى أن عملية التقييم قد تستغرق وقتا. وفي رده على سؤال حول الجهود المبذولة للحفاظ على الطابع العمراني لولاية غرداية في إطار البرنامج السكني الذي بادرت به الحكومة كشف السيد بوكرزازة عن فريق من خبراء اليونسكو سيتنقلون الى الجزائر لمعاينة حجم الأضرار التي لحق بالمدينة التي صنفت كتراث إنساني ضمن هذه المنظمة الأممية، وأشار الى أن الدولة حريصة على الحفاظ على الطابع العمراني للمدينة "وتبقى متفتحة لتلقي مساعدة من خبراء اجانب في هذا المجال". ومن جهة أخرى وبخصوص الفيضانات التي مست ثماني ولايات هي بشاروورقلة وادرار والجلفة وعين الدفلى وتبسة والنعامة وتيارت والمدية منذ 28 سبتمبر الماضي فقد كانت الحصيلة البشرية ثقيلة حيث سجلت 22 حالة وفاة منها 5 بعين الدفلى من بينهم رعيتيتن صينيتين، و4 وفيات في تبسة ونفس الرقم سجل في ورقلة، و3 وفيات في الجلفة و3 وفيات في تيارت، وحالة وفاة واحدة بالنعامة وادرار والمدية. وقدر المصالح المختصة حجم السكنات التي تضررت من جراء هذه الفيضانات ب600 وحدة سكنية. وأعلن وزير الاتصال أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أعطى تعليمات للحكومة لتوسيع منحة الإيجار المقدرة ب12 ألف دينار شهريا لفائدة المنكوبين بهذه الولايات، وأوضح أن المصالح المختصة بمراقبة البنايات ستشرف على عملية تقييم حجم الأضرار التي مست السكنات ويتم على أساسها تحديد المستفيدين. وقال الوزير أن عدة ولايات شهدت أرقاما قياسية في تساقط الأمطار تجاوزت المعدلات الفصلية وذكر من بينها الكميات المتساقطة في بجاية حيث بلغت 169 ملم في اليوم، عين الدفلى 112 ملم. ورشتا تفكير لمواجهة الكوارث الطبيعية في إطار وضع آليات لمواجهة الكوارث الطبيعية قرر رئيس الحكومة السيد أحمد أويحيى إنشاء ورشتي عمل تضم الأولى وزراء وخبراء مهمتها استخلاص الدروس من الكوارث السابقة ودراسة المنظومة القانونية والتشريعية الخاصة بالمخاطر الكبرى والمراسيم التي توضح كيفية مواجهتها. اما الورشة الثانية وتتكون أيضا من وزراء وخبراء مهمتها استخلاص الدروس من عملية البناء في المناطق المعرضة للفيضانات وتقديم اقتراحات قانونية وعلمية لمواجهة هذه الكوارث في المستقبل.