تراجعت الطريقة التقليدية في إنتاج زيت الزيتون بولاية جيجل، بشكل كبير، أمام الآلة، حيث لا تكاد تجد فلاحا واحدا مازال يعتمد عليها، في المناطق التي كانت تشتهر بها، كتاكسنة وسطارة وأولاد عسكر، ففي تاكسنة التي كانت بها منطقة بني خطاب الأولى في إنتاج زيت الزيتون بالجابية، كما تسمى محليا، لم نجد بها فلاحا أنتج لترا واحدا من هذا النوع. وأرجع عمي مسعود صاحب معصرة للزيتون ببلدية تاكسنة السبب إلى الهجرة التي عرفتها قرى ومداشر المنطقة، حيث نتج عنها اندثار الوسائل التي كانت تقوم عليها العملية، فيما أرجع محمد جليط وهو صاحب معصرة بذات المنطقة السبب إلى حصول شرخ بين الجيل السابق والجيل الحالي بسبب العصرنة التي مست كل مناحي الحياة، ويطلق محليا على الزيت الذي ينتج بالجابية، زيت العروس،.وهو الاسم، الذي يدل على أن هذا النوع من الزيت، له بعد آخر فضلا عن قيمته الغذائية، حيث كان يعد في أزمنة سابقة أحد لواحق العروس الذي يتبعها إلى بيتها الجديد . وبقرية محسن ببلدية برج الطهر أكبر قرية منتجة للزيت. وبرغم وعورة تضاريس المنطقة وعدم وجود طرق لنقل إنتاج الزيتون إلى المعاصر، وهو السبب الذي كان يحتم على الفلاحين استعمال الطرق التقليدية بدل المعصرة، إلا أن مشهد الأكياس وهي مكدسة في أعالي القرية، كان دليلا على أن الجابية، بهذه القرية أصبحت في حكم الزمن القديم، والتراث الذي لم تبق منه إلا رائحته، وصور الحفر والسواقي والأواني التي كانت تستعمل في العملية. ولم تبق منها إلا الآثار التي بدأت تحن إلى ذلك الزمن، كانت فيه محسن رائدة في إنتاج الزيت التقليدي. لقد أصبح زيت الجابية أو العروس أو زيت الرجل، كما يسمى في المناطق الغربية من ولاية جيجل بثمن الذهب، حيث تراوح ثمنه هذه السنة بنواحي أولاد عسكر بوسيف، وأولاد يحيى خدروش ألفا وستمئة دينار، بينما بلغ ثمنه بمنطقة سطارة ألفي دينار. ورغم ارتفاع سعره إلا أن الحصول عليه غير ميسّر لأي كان.