تنافس المعاصر الحديثة بعنابة المعاصر التقليدية والتي بدأت في الاندثار خلال الآونة الأخيرة بسبب تخلي أهل القرى عن استغلالها تفاديا للتعب والشقاء، خاصة أن هذه الطريقة تعتمد على بذل المجهود لعصر الزيتون، والذي يتم استخلاصه دون أن يمزج بالماء، وقد سجلت منطقة عنابة هذه السنة إقبالا واسعا للفلاحين والمستثمرين لعصر الزيتون مبكرا لربح الوقت والمحافظة على المحصول المتواجد على مستوى المعصرة. كل هذه العوامل ساهمت في الإنتشار الواسع للمعاصر الحديثة، والتي يقابلها تراجع في معدل المعاصر التقليدية التي بدأت في التراجع، خاصة تلك الموزعة بمناطق برحال و سرايدي وبرحال وعين الباردة. وفي هذا السياق يرى بعض الفلاحين أن حملة جني الزيتون انطلقت متأخرة هذا الموسم بسبب نقص الأمطار، موضحين أنه تم مؤخرا جني بعض الهكتارات الخاصة بغابات الزيتون، مؤكدين أن جني الزيتون قبل النضج يؤدي إلى انخفاض في كمية الزيت المتحصل عليها، لهذا فإن عملية تأجيل الحملة إلى شهر مارس سيكون لفائدة الفلاح تزامنا مع التساقط الكبير للأمطار . وعن استغلال المعاصر التقليدية، أكدت بعض العائلات القروية أنه يتم بعد حملة جني الزيتون تحويله إلى المعاصر الحديثة، لأن عملية العصر بالطريقة التقليدية تأخذ وقت طويل ،كما أن الاهتمام بهذه الطريقة في عصر الزيتون أصبح قديما، مؤكدين أن عملية تحويل الزيتون والذي يعتبر مصدر رزق سكان المداشر و القرى يلعب دور هام لأنه ينقل في آواني زجاجية من أجل حفظه قبل وصوله للمعاصر، ليضيف أحد الفلاحين أنه يستحسن عدم استعمال العصا، في جني الزيتون لأنها قد تضر كثيرا بالأشجار، مؤكدا أن شجرة الزيتون تعتبر عند المزارعين مهمة لأنها مرتبطة بالإرث الثقافي والتاريخي لكل منطقة، خاصة أن عملية الجني لها مكانة اجتماعية واقتصادية في حياة سكان بونة، ناهيك عن توفير مناصب شغل موسمية للبطالين الذين يعملون على نقل وتحويل الزيتون، أو ما يعرف بالتويزة، أين يتم تخصيص لهم بعض الأموال بعد نهاية عملهم وهذا ما يستحسنه أهل القرى بعنابة حيث يجدون مناصب عمل موسمية خلال فصل جني الزيتون. تجدر الإشارة إلى أن المصالح الفلاحية تتوقع إنتاج 12 ألف قنطار من أصل 340 هكتار من المساحة المغروسة وتقدر هذه المساحة ب 3 بالمائة من حجم المساحة الإجمالية من الأراضي الصالحة الزراعة .و ينتظر أن توجه نسبة 80 بالمائة من المنتوج إلى إنتاج الزيت الذي تعد نسبة إنتاجه قليلة جدا بالنظر للطلب الكبير على هذه المادة الواسعة الاستهلاك لدى سكان الولاية الذين يضطرون إلى شراء الزيت من المناطق المجاورة. و أوضحت مديرية المصالح الفلاحية أن محصول زيت الزيتون المتوقع تحقيقه سيسجل انخفاضا مقارنة بالعام الماضي و ذلك بنحو 40 بالمائة نظرا لموجهة الجفاف والحر التي اجتاحت المنطقة، والتي أدت إلى انكماش حبات الزيتون وتساقطه حسب الفلاحين، مما سيقلص كميات الزيتون المجمعة رغم دخول عديد البساتين حيز الإنتاج برسم الموسم الفلاحي الجاري