بدأت علامات الصحوة تدبّ في كيان مولودية الجزائر التي تألق لاعبوها مجددا، نهاية عشية أول أمس، وأمطروا شباك المنتخب الوطني العسكري بخماسية كاملة. وجاء هذا الفوز الكبير غداة انتصار عريض آخر حققه العاصميون بالرغاية في أول لقاء ودي تحت قيادة المدرب الفرنسي ألان ميشال. وظهر رفقاء باجي بمستوى مقبول ضد المنتخب العسكري الذي يحضر لنهائيات كأس إفريقيا، وتمكن المدرب ألان ميشال من بسط بصماته على طريقة لعب فريقه الجديد، عندما ركز على طريقة الدفاع والهجوم بنفس العدد، رغم ما تتطلبه هذه الطريقة من مجهودات بدنية معتبرة. وعندما اقتربنا من التقني الفرنسي في نهاية هذه المباراة، بدا الرجل جد مرتاح للعمل الذي يقوم به مع التشكيلة العاصمية: "نحن نعمل بجدية وكثافة، وكل اللاعبين يقدمون أفضل ما لديهم، رغم أن البرنامج التحضيري لفترة توقف المنافسة شاق ومرهق، لكننا ليس أمامنا من خيار آخر غير تكثيف العمل إذا ما أردنا تدارك ما فاتنا". والواضح بأن المدرب الجديد للمولودية يبحث من الآن على ركائز التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها عند استئناف المنافسة، حيث جرب في المباراتين الوديتين الأوليين جميع لاعبيه، عدا الطوغولي توري. ومع ذلك، فإن خليفة عامر جميل لا يريد التسرع في الحكم على لاعبيه، حيث يفضل التريث قليلا، خاصة وأنه برمج لقاءين آخرين ضد رائد القبة ونادي بارادو يومي الخميس والأحد المقبلين. وفي انتظار ذلك، يبدو واضحا بأن ألان ميشال سيجد صعوبات كبيرة في الوصول إلى مبتغاه، وهو رسم معالم التشكيلة الأساسية، بالنظر إلى تقارب مستوى أغلبية اللاعبين، باعترافه شخصيا. ومع ذلك، فإن ذات المتحدث يؤكد بأن تحديد القائمة الأولى لا بد منه، مع ترك باب المنافسة مفتوحا أمام بقية اللاعبين، سيما وأن تشكيلته تضم في صفوفها عددا من اللاعبين المتميزين. المدرب يعد بوجه جديد يوم 16 أكتوبر وتبقى قناعة المدرب الأسبق لسانت إيتيان واضحة بخصوص قدرة فريقه على تجاوز الفترة الصعبة التي مر بها خلال الجولات الأولى من البطولة، سيما وأنه لاحظ من الآن بأن الثقة بدأت تعود إلى لاعبيه بفضل النتيجتين الكبيرتين المسجلتين ضد الرغاية والمنتخب العسكري، ولو أن الأمر يتعلق بخرجتين وديتين لا غير. ومهما يكن، فإن المسؤول الجديد على العارضة الفنية لأصحاب الزي الأخضر والأحمر يعد الأنصار من الآن بوجه آخر لتشكيلته، ويؤكد في هذا الصدد بأن لاعبيه سيكونون جاهزين لجولة الاستئناف في 16 أكتوبر الجاري، رغم اعترافه بوجود بعض النقائص، رافضا الخوض في تفاصيلها حتى لا يكشفها لمنافسيه القادمين، على حد قوله. وإذا كان جميع لاعبي المولودية يعملون بجدية كبيرة ويسعون بكل ما أوتوا من إمكانيات للظفر بثقة مدربهم الجديد، فإن اللاعب الطوغولي شريف توري لا يزال يتألق بغياباته، حيث لم يظهر له بعد أي أثر، ما قد يكلفه غاليا وفق القانون الداخلي للفريق. توري لم يعد من أمريكا ومهدد بالعقوبة وحسب أحد المسيرين، فإن توري متواجد حاليا بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث تقيم عائلته الصغيرة، وكان من المفروض أن يلتحق بزملائه يوم السبت الفارط، لكنه تخلف عن الموعد لأسباب تظل مجهولة لدى الإدارة العاصمية. وإلى جانب غياب توري، سجلنا أيضا عدم تدرب اللاعبين حمادو وحجاج مع بقية زملائهما بسبب الإصابة، ولكنهما يحضران يوميا للحصص التدريبية، مع مواصلة العلاج، أملا في التماثل سريعا للشفاء، والتنافس على مكانة أساسية لتشكيلة أصبحت فيها الأماكن غالية جدا.