مقطع من رسالة حمودة عاشت منطقة زريزر التي تبعد عن مقر ولاية الطارفق ب50 كلم نهاية أسبوع مصدومة بحادثة انتحار الشاب حمودة س. ح البالغ من العمر 27 سنة الذي اختفى عن الأنظار إلى أن وجد والده الفلاح قميصه يطفو على سطح حوض ماء مساء الأربعاء ليتضح أن حمودة اختار لنفسه الموت على العيش في ظروف الفقر المزرية * تقطن عائلة حمودة، في قلب زريزر وحمودة طالب في السنة الثالثة جامعي في فرع اقتصاد وتسيير بجامعة باجي مختار بعنابة، ذهب في السابع من أكتوبر الحالي لأداء صلاة العشاء بمسجد البلدة ولاحظ المصلون أنه يبكي بحرقة طوال ركعات العشاء والشفع والوتر، ثم جلس في مقهى البلدة برهة وخرج إلى وجهة مجهولة لدى الفضوليين الذين تركوه وشأنه. * أما حمودة فذهب إلى حوض ماء، بعمق 8 أمتار، كان فائضا بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقط على الطارف، نزع قميصه الأبيض وارتمى يطلب الأعماق، لأنه لا يحسن السباحة وانقطعت أخباره إلى أن صادف والده الفلاح وهو يرعى ببعض البقرات قميص ابنه يسبح من دون (الابن) فوق سطح الحوض، وهرول ناحية مصالح الدرك والحماية المدنية بمنطقة البسباس، وتمّ اكتشاف المأساة بفضل مجازفة شاب دون سن 18، يدعى عبد العالي، ارتمى في الحوض ونزل إلى عمقه وأخرج الجثة، واتضح أن حمودة ترك لأمه ولأبيه ولإخوته الخمسة رسالة خطيّة زادت من تعقيد لغز انتحار شاب جامعي كان لا يغادر الجامعة إلا للمسجد ولا يغادر المسجد إلا للجامعة، وهذا موازاة مع تحريات الشرطة القضائية لفرقة الدرك بزريزر وتقرير الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة. * أما الوصية، فقال فيها: "لا تبكِ يا أمي، فالله يعلم أني ظلمت ولا راد لقضائه وهو علام الغيوب" وآيات قرآنية عن الموت وتسبيح!!