اكتشف حمود زياني، الفلاح البسيط البالغ من العمر 52 سنة، من مدينة الورود البليدة، موهبته منذ 25 سنة، والمتمثلة في اكتشافه الماء في المنطقة التي كان يعمل فيها من أجل أن يقتات منها، فإذا به ينقب بوسائل بدائية ويعثر على مصدر المياه في جوف الأرض لحفر بئر يساعده في فلاحته، ليتحصل بعدها على اعتراف بموهبته وخبرته من إحدى مؤسسات التنقيب عن المياه الجوفية وحفر الآبار. وحسب ما أكده حمود زياني لدى زيارته ل" النهار" أن موهبته تطورت إلى التنقيب عن الغاز والبترول وحتى الذهب والآثار الرومانية. حدثنا حمود عن الوسائل البدائية التي يستعملها في زمن لم تترك التكنولوجيا مجالا إلا واقتحمته، فيستخدم ساعة نحاسية ومفاتيح مربوطة في سلسلة يلفها بين أصابعه ومن خلال دورانها يتحسس ليكتشف المكان الموجودة به هذه الثروات ومسافتها والكمية الموجودة هناك. أكثر من 25 ألف واد ماء موجود بالجزائر ونسبة قليلة مستغلة أكد حمود زياني أن الجزائر تزخر بثروات باطنية وفيرة خاصة المياه، مضيفا أنه جال معظم ولايات الوطن لينقب عن البترول، مؤكدا أن ولاية تمنراست كمثال تحمل أكثر من 1000 واد للماء، والتي كان يذهب إليها ليجرب موهبته، كما أن العاصمة فقط بها أودية مليئة بالمياه على مسافة أقل من 200 متر وهو ما يسهل استغلالها، والقضاء على الجفاف الذي يهدد الإنسان، مشيرا إلى أن بالعاصمة واد ينبع من أعالي باب الوادي ليصل إلى الحامة مرورا بساحة الشهداء ليصب في باب الزوار. و قال حمود "الكثير يظن أن المياه الجوفية تختلط بمياه البحر وهذا هو الخطأ لأنه غير ذلك". الساعة النحاسية تحدد نوع الثروة بعدما تعدت موهبة زياني التنقيب عن المياه لتصل إلى البترول والغاز، أكد أن لديه القدرة على التمييز بين مختلف الثروات وذلك حسب المسافة والعرض اللذان يعتبرهما زياني حمود الطريقتان الوحيدتان للتمييز بين الماء والبترول والغاز، مضيفا أن المسافة اللازمة لحفر بئر البترول تقدر ب 3 آلاف متر والماء أقل من 200 متر، والدليل الحقيقي في وجود الثروات الباطنية هو دوران الساعة الذي يدل على وجود الماء أو البترول وتوقفها دليل على وجود الذهب فقط. الرومان احتلوا الجزائر من أجل الذهب أوضح، حمود زياني، المكتشف كذلك للآثار الرومانية المتواجدة ب 20 ولاية من عنابة إلى تلمسان، مؤكدا أنه من أسهل الثروات استخراجا باعتبار أن مسافة تواجده تتراوح من 5 إلى 10 أمتار بكمية 200 ألف قنطار بنسبة 400 غرام في كل قنطار من الحجر. وأشار زياني الى أن الرومان رغم انعدام التكنولوجيا آنذاك فكانوا ينقبون عن الذهب. وقال زياني إن الكثير يظن أن الذهب متواجد فقط بالصحراء لكن على العكس فهو متواجد بعدة ولايات ساحلية كتيبازة، عنابةوتلمسان، بدليل أن أكثر من 20 سفينة غارقة في البحر كانت تحمل ذهبا وهو موجود إلى يومنا.