دخل الجيش السوري والمقاتلون الموالون له، الخميس، بلدتي نبل والزهراء في شمال سوريا، اللتين كانتا محاصرتين منذ حوالي ثلاث سنوات، بعد تحقيق تقدم نوعي وقطع طريق الإمداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن "احتفالات حاشدة في ساحات بلدتي نبل والزهراء استقبالاً لوحدات الجيش والقوات المسلحة وابتهاجاً بفك الحصار عن البلدتين". كما بث تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا، صوراً قال إنها حصرية لقوات النظام والمقاتلين المتحالفين معها وهم يدخلون البلدتين. وتظهر المشاهد الحشود وهي تعانق الجنود وعناصر المقاتلين الذين أطلقوا النار في الهواء عند وصولهم ابتهاجاً. ولوح مقاتلون وسكان بالإعلام السورية وأعلام حزب الله الصفراء، فيما ردد البعض هتافات موالية للنظام بينها "الله، سوريا، بشار وبس"، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المقاتلين الذين دخلوا نبل والزهراء هم من الجيش السوري ومقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني. وكانت الفصائل المقاتلة والإسلامية وبينها جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تحاصر منذ منتصف العام 2012 بلدتي نبل والزهراء حيث يعيش 36 ألف نسمة. ويأتي كسر الحصار عنهما إثر هجوم بدأته قوات النظام، الاثنين، بغطاء جوي من طائراتها والطائرات الروسية الحليفة، وتمكنت خلاله من استعادة السيطرة على قرى عدة. ونجحت هذه القوات، مساء الأربعاء، في السيطرة على قرية معرسة الخان وطرد مقاتلي المعارضة منها، وبالتالي فتح الطريق إلى نبل والزهراء الشيعيتين حيث يوجد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، آلاف المقاتلين الموالين لقوات النظام. في الوقت ذاته، مكن هذا التقدم قوات النظام من قطع طريق الإمداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة الموجودين في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، وباتت تحاصر هؤلاء من كل الجهات، باستثناء منفذ صغير إلى شمال غرب المدينة صعب السلوك وخطر. ويعد هذا التقدم وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: "الأبرز لقوات النظام في محافظة حلب منذ العام 2012"، ومن شأنه أن "يهدد مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة داخل مدينة حلب". وتسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية في مدينة حلب فيما تسيطر الفصائل المقاتلة على الأحياء الشرقية. وتشهد المدينة معارك مستمرة منذ صيف 2012.