استباح تجار الخمور والرذيلة، الناشطين بطريقة شرعية أو غير شرعية، وسماسرة العقار عذرية الساحل الغربي وبسطوا فيه سلطتهم، وسطوتهم من خلال سن قوانينهم الخاصة ، التي قضت على جزء كبير، من الرئة الاقتصادية البديلة للولاية، ومزقوا سكونه وسط حروب داحس والغبراء التي لا تهدأ، بسبب تضارب المصالح. يعد الشريط الساحلي الغربي لولاية بجاية إلى وقت غير بعيد، واحدا من أجمل المناطق السياحية، التي توفر للزوار والمصطافين، أجمل وأرقى اللوحات الطبيعة بالولاية، ناهيك عن الهدوء والسكون الذي يزيل عنه عبء وهموم أشهر طويلة من العمل، غير أن الأمور انقلبت رأسا على عقب، خلال السنوات الأخيرة، حيث مزق تضارب مصالح بعض العصابات والمواطنين، سكون وهدوء المكان، في ظل غياب سلطة وهيبة الدولة بها، إذ تعتبر النزاعات العقارية، بين مافيا العقار والعصابات الباحثة عن الربح السريع، وكذا بعض المواطنين والعروش، إحدى أهم الميزات التي تطبع المنطقة مؤخرا، والتي طالت حتى الأراضي التابعة للدولة، وحتى قطاع الغابات، فكثيرا ما تدخلت مصالح الأمن، بالولاية لفض هذه الأخيرة، كانت إحداها قبل نهاية العام، والتي نشبت بين عائلتين بمنطقة "الساكت"، امتدت حتى إلى محاولة استعمال الأسلحة النارية، إلى جانب الأسلحة البيضاء قبل أن تتدخل مصالح الدرك، التي حالت دون حدوث كارثة بالمنطقة، وهي مشاهد تكاد تكون شبه يومية، على طول الشريط الساحلي الغربي، في الوقت الذي بلغت فيه عديد هذه القضايا أروقة المحاكم للفصل والبت فيها. وفي سياق متصل، كثيرا ما تتحول ليالي المنطقة، إلى ساحات للكر والفر، بسبب النزاعات التي تنشب بين أصحاب الملاهي والحانات، التي أضحت تنمو كالفطريات، على غرار ما سجل بداية هذا العام، بمنطقة "بوليماط"، حيث نشب شجار كبير بين تاجر شرعي للخمور وآخر ينشط بطريقة غير شرعية، شارك فيه شباب من الطرفين، خلف عديد الجرحى وتخريبا للممتلكات الواقعة بالمحيط، ولم يهدأ إلا بتدخل سكان المنطقة، هذا كما تنشب في بعض الأحيان حروب وشجارات كبيرة، بين السكان القاطنين بالمنطقة وأصحاب الملاهي والحانات، بسبب التصرفات التي يعتبرونها لا أخلاقية، وتمس بحرمة السكان والمكان، على غرار ما حصل خلال العام المنصرم بمنطقة "بني كسيلة"، بين شباب قرية "أيث منديل"، وحراس أحد الملاهي بها والذي خلف جرحى وتخريب للممتلكات.