رغم الإجراءات التي خاضتها إدارة الجوية الجزائرية لتخفيف حجم العطل المتراكمة للعمال طيلة السنوات الماضية، واستفادة عدد كبير منهم من شهرين متتالين من الراحة، بين شهر نوفمبر الماضي وفيفري الجاري، إلا أن ديونهم لازالت مستمرة، وتقدر اليوم بحوالي 340 مليار سنتيم. وحسب مصدر من الشركة، سيكون إطارات وموظفو الجوية الجزائرية ملزمين بالدخول للعمل وإلغاء عطلهم قريبا، تزامنا مع بداية التحضير لموسم الحج والبرنامج الصيفي بداية من شهر مارس الجاري، في حين أن المتحصلين على عطل لن يتمكنوا من استكمالها كلها، حيث يدين معظم الموظفين بما يفوق 200 يوما عطلة، إلا أنهم تحصلوا على شهرين فقط، ولم يتلقوا المقابل نقدا، نظرا للظروف المالية التي تعرفها الشركة التي باشرت برامج بالجملة خلال الفترة الأخيرة لتطوير المجمع، واقتناء مركبات جديدة، في حين أن عطل الموظفين نقدا تعادل اليوم 340 مليار سنتيم، وهو ما يتجاوز ب3 مرات أرباح الشركة الصافية السنة الماضية. وطبقا لنفس المصدر، اضطرت الجوية الجزائرية، وفي إطار سياستها للتخلص من الضغط الكبير الذي تعيشه بسبب عدم استفادة العمال من العطل، إلى توقيع قرارات خروجهم في عطلة طيلة الأشهر الماضية لشهرين متتاليين، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، حيث تتجاوز عطل معظم الموظفين والإطارات 200 يوم، ولن تتمكن المديرية العامة خلال المرحلة المقبلة من مواصلة التوقيع على قرارات الخروج في عطلة، بالنظر إلى برنامج العمل المكثف، حيث ينتظرها موسم الحج، وكذلك افتتاح خط جوي جديد نحو جربة التونسية شهر جوان المقبل، فيما تم تأجيل تدشين خط قوانزو نحو الصين، الذي كان يرتقب إطلاقه بداية من شهر مارس المقبل بسبب ضعف الإقبال عليه. وأفاد المصدر نفسه، أن مشكلة العطل والعمال الزائدين في بعض التخصصات بالجوية الجزائرية، والمقدر عددهم -حسب تقديره- ب3000 عامل، دفع بالإدارة إلى تأجيل في كل مرة إقرار زيادات جديدة في الأجور، بالرغم من أنها فتحت مفاوضات ثنائية مع كافة النقابات والشركاء الاجتماعيين لكافة التخصصات، وهناك من عبر عن استهجانه من الأجور التي يتلقاها عمال دون شهادات عالية مقارنة مع أصحاب الشهادات العليا، إلا أن كثرة المصاريف بالشركة، دفعت إلى تعطيل إقرار الزيادات، رغم أن بعض النقابات يلتقيهم الرئيس المدير العام للشركة محمد عبدو بودربالة شخصيا، وتعد شعبة الطيارين الفئة الأكثر تضررا من العجز والضغط الكبير الذي يواجهونه، مع العلم أن 60 طيارا ممن استفادوا من تكوين في معهد أوكسفورد البريطاني السنة الماضية، سيعودون ليلتحقوا بمناصب عملهم بالجوية الجزائرية قبل نهاية السنة الجارية. وحسب المتحدث، سيستقبل أسطول الجوية الجزائرية بداية من شهر جوان المقبل طائرة بوينغ جديدة، كما يرتقب إقرار تغييرات على مستوى رؤساء المحطات بالخارج، على رأسها إسبانيا، وهذا بعد انقضاء مدة مكوثهم بعدد من الدول الأجنبية والمقدرة ب3 سنوات.