توقع الفلاحون بمزارع الفراولة بولاية جيجل هذه السنة، تراجعا في الإنتاج، قد يصل إلى النصف مقارنة بالسنة الماضية، بعد أن تراجعت المساحات المزروعة، إذ لم تتجاوز كمية الجذور التي تم اقتناؤها هذه السنة 12 مليون وحدة مقابل 22 مليون خلال السنة الفارطة. وأرجع الفلاحون هذا التراجع إلى تأخر وصول الجذور التي تستورد من دول أوروبية أهمها إسبانيا وإيطاليا. وهو السبب الغالب في عزوف عديد الفلاحين عن اقتنائها، إضافة إلى ارتفاع سعر الأسمدة ومختلف الأدوية التي تستعمل في مثل هذه الزراعة. وأكد فلاحون ببلديات الجمعة بني حبيبي وخيري واد عجول وسيدي عبد العزيز التي صارت عاصمة جزائرية للفراولة، ل "الشروق اليومي" أن زراعة الفراولة بالولاية، التي حققت أرقاما قياسية في السنوات القليلة الماضية، سوف تتراجع إن بقيت الأمور على حالها، بداية بالجذور التي تبقى الجزائر تستوردها من الخارج رغم إمكانية توفيرها داخل الوطن، إضافة إلى مشكل التسويق الذي يعد من أهم أسباب توقف عدد من الفلاحين عن زراعة الفراولة في ظل الوفرة الملاحظة حتى في فصل الشتاء، خاصة أن تسويقها يخضع لعدة مواصفات وشروط خاصة، في غياب أسواق للجملة بالمنطقة. وفي ذات السياق، يتنبأ الفلاحون بأن تكون الأثمان هذا الموسم جد منخفضة أي دون 100 دج للكيلوغرام الواحد، بعد أن يتسبب تأخر الجذور في تقلص فترة الإنتاج الذي يعني في لغة الفلاحين أن الثمار ستنضج في فترة وجيزة ما يؤدي إلى كثرة العرض مقابل بقاء الطلب على حاله. وكانت فراولة جيجل كمية ونوعا قد ضربت فراولة سكيكدة في الصميم فتوقف الكثير من مزارعي سكيكدة، خاصة في سطورة وبن زويت عن إنتاج هذه الفاكهة التي كانت موسمية وصارت موجودة طوال كل السنة بفضل البيوت البلاستيكية.