انطلقت أول أمس الثلاثاء بمدينة سكيكدة فعاليات العيد السنوي لفاكهة الفراولة، بعرض العديد من انواع الفراولة التي تنتج في مختلف جبال ولاية سكيكدة، وبحضور العديد من الفرق الفلكلورية الوطنية، وبعرض أكثر من 20نوعا لفاكهة الفراولة التي تشتهر بها ولاية سكيكدة. ورغم أن احتفالات هذه السنة تأخرت زمنيا فإن الاطباق المختلفة لهذه الفاكهة كانت حاضرة وبقوة..ق. م احتفالات هذه السنة حضرها العديد من الزوار من خارج الوطن بينهم سفراء واعضاء بالمجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة. وتزامن ذلك مع انطلاق اوراق سكيكدة الثقافية التي تدوم إلى غاية الجمعة المقبل. فراولة سكيكدة التي ذاع صيتها في الوطن وخارجه أصبحت محل اهتمام الفلاحين والقائمين على شؤون الفلاحة بولاية سكيكدة وقد تجلى ذلك من خلال اهتمام المنتجين بالسعي إلى تطوير الإنتاج، وكذا من خلال قيام القائمين على شؤون الفلاحة بهذه الولاية بتحسيس المنتجين بضرورة زيادة المساحات المزروعة والاهتمام بزراعة النوعية الجيدة، ففراولة سكيكدة تختلف بين الأنواع التالية: روسكادا وتيوقا ودوقلاس- وتنتج هذه الأنواع بمزارع أعلى سطورة وعين الزويت حيث تقدر المساحة المزروعة بمنطقتي سطورة وعين الزويت بحوالي 250هكتار وبحقول قرى عين الشرايع وسيدي منصور وفاخت بأعالي تمالوس قدرت المساحة المزروعة بزهاء 120هكتار، كما بلغت المساحة المزروعة بتوت الأرض ببلدية بوشطاطة محمود حوالي 10هكتارات وبأقل من 50 هكتارات ببلدية حمادي كرومة. والملاحظ أن هذه المساحة التي أحصتها المصالح الفلاحية في وقت سابق آخذة في التزايد لجملة من الأسباب الموضوعية فنبتة الفراولة التي دخلت سكيكدة منذ سنة 1920تأقلمت بشكل إيجابي مع الظروف المناخية التي تتميز بها ولاية سكيكدة كما حافظت على خصائصها الوراثية، ولعل ما ميز الصنوف المنتجة بسكيكدة هو غنى هذا النوع بالسكر وقلة نسبة حامض الستريك فيه عند النضج كما يتميز عن الأصناف الأخرى بحجمه المتوسط مقارنة مع الأصناف الأخرى، كما يبدو منظره غير جميل ولا يتحمل مشاق النقل وتتراوح مدة تخزينه من يومين إلى ثلاثة أيام، كما تنتج مزارع وحقول سكيكدة أنواعا أخرى منها: تويوقا ودوقلاس- وما ميز هذين الصنفين عن الصنف المحلي روسيكادا خلوهما من التعطير وكذا ارتفاع نسبة الحموضة فيهما حتى أثناء النضج. والملفت في هذين النوعين مقارنة بالصنف المحلي هو كبر حجمهما ومظهرهما الجميل وتحملهما مشاق النقل. وحتى وإن اختلفت الأنواع والأحجام والمذاق فإن التسمية تبقى القاسم المشترك لنبتة تسمى الفراولة دخلت سكيكدة أول مرة سنة 1920ثم دخلت أصناف أخرى وتحديدا صنفا تويوقا ودوقلاس سنة 1970من طرف معهد تنمية زراعة محاصيل الخضر في إطار ما يسمى ببرنامج الإرشاد الفلاحي. ولأن زراعة الفراولة غير مكلفة وسهلة مقارنة بمزروعات أخرى من صنف الخضروات أو الفواكه أخذ سكان الأرياف يهتمون بزراعتها ومضاعفة المساحات المزروعة مطلع كل موسم فلاحي بل بدأ الاهتمام بها حتى من قبل المسؤولين المحليين فراحوا يقيمون لها الأعياد على غرار ما دأبت على تنظيمه بلدية سكيكدة منذ سنوات في النصف الأول من شهر ماي، وكذا ما بادرت إلى تنظيمه بلدية تمالوس احتفاء بعيد الفراولة على مدار موسمين اثنين خلال النصف الثاني من شهر ماي، وهو شهر نضج توت الأرض التي يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه هذه الأيام بأسواق تمالوس وسكيكدة ما بين 80و120دج. هذا ويرى مراقبون مختصون في زراعة الفاكهة أن فراولة سكيكدة هي الأجود على المستوى الوطني رغم المنافسة الشرسة التي شهدتها هذه السنة من فراولة ولاية جيجل ذات الحجم الكبير والتي غزت السوق السكيكدية بداية هذا الشهر.