انطلقت مساء يوم الأربعاء بفضاء مقام الشهيد بالجزائر العاصمة فعاليات المهرجان الدولي الأول للشريط المرسوم بمشاركة 22 بلدا عربيا وإفريقيا وأوروبيا في أجواء احتفالية. وخلال إشرافها على افتتاح المهرجان أكدت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، أن الهدف من هذا المهرجان هو إعادة "إنعاش الفن التاسع وبعث الروح من جديد فيه" بعد أن غاب عن الساحة الجزائرية لأكثر من 30 سنة، * وفي تصريح للشروق أكدت وزيرة الثقافة أنها مستعدة كليا لدعم الناشرين والمتمكنين من هذا الفن بالجزائر، ووجهت النداء إلى السلطات العليا في البلاد للاهتمام بهذا الفن الذي كان ضحية الظروف التي مرت بها الجزائر في التسعينيات، كما أرجعت الوزيرة سبب ركود هذا الفن إلى غياب العلاقة بين الفنان ودور النشر. وتوقفت الوزيرة عند رسومات كاريكاتوري الشروق باقي بوخالفة بعد الاطلاع على أعمال الفنانين الكبار أمثال هارون، سليم، حيدر، حمزيزي، وغاب عن المهرجان الذي ستستمر فعالياته إلى غاية 19 من الشهر الجاري العديد من الفنانين العرب على غرار تونس والمغرب. بالرغم من العديد من الدعوات التي وجهت إلى رساميها، مؤكدا أن هذا المهرجان سيعيد الاعتبار للجيل القديم الذي أعطى للجزائر أحسن الأعمال في الشريط المرسوم من جهة، وإبراز الجيل الجديد وربطه بالجيل القديم من جهة أخرى لنعطي بذلك دفعا حقيقيا للفن التاسع الذي اشتهرت به الجزائر منذ 1970م وأشاد في المقابل بجهود وزيرة الثقافة التي أعطت الدعم المالي والمعنوي من اجل نجاح المهرجان. * * اقتصر الحضور على اثنين من دور النشر الجزائر * * ولم تحضر المهرجان إلا اثنتان من دور النشر في الجزائر، هما المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، ومؤسسة لزهاري لبتر اللتان أبديتا اهتمامهما بالشريط المرسوم من خلال عرض أعمال الرسامين المشهورين أمثال سليم، مولاي، رشيد طيبي، حيدر، هارون، عبد الرحمن بدوي أب الشريط المرسوم في الجزائر، ومؤسس مدرسة "مقيدش". وحضر فعاليات الافتتاح الفنان محمد عرام، الذي كرمه المهرجان بمنحه جائزة "سيد علي ملواح" عرفانا لمسيرته الفنية، وقال محمد عرام للشروق أن له أكثر من 60 من الرسوم المتحركة باللغة الأمازيغية، من بينها 36 عملا باللهجة الدارجة، قبل التلفزيون الجزائري منذ 5 سنوات بعضها ورفض البعض الآخر، لكونه باللهجة الدارجة، مضيفا أن التلفزيون وعده ببث أعماله عند انطلاق القناة الأمازيغية. وأضاف أنه ركز كثيرا على المواضيع المتعلقة بحوادث المرور والمخدرات والحكايات القديمة. * يتضمن المهرجان أربع مسابقات: الأولى لأحسن ملصقة، والثانية للمواهب الشابة، والثالثة للمتمدرسين، أما الرابعة فهي لمحترفي الشريط المرسوم الجزائريين منهم والأجانب، حيث تضم لجنة التحكيم كلا من من محمد عرام، جيلالي بسكري، رشيدة أزداوي، رشيد بوجدرة، لوهيك، امحمد أبريح، ماز، العربي أرزقي وسامي قدوراي. ومن الخارج إيتيان شريدار(بلجيكا)، كريستوفر بادو(سويسرا)، بتيلوك وزينة برحال (فرنسا)، مندوزا (كوت ديفوار)، إيلان نغويان (اليابان)، مصطفى الحسن (النيجر) وفلانتين غونزلاس (إسبانيا). * وسيشهد المهرجان محاضرات ومعارض، منها معرض الهند بصفتها ضيف شرف، ومعرض جمعية الكتاب لتازرقة التونسية، والمعرض البلجيكي، والمعرض الإفريقي، والمعرض الأرجنتيني والمعرض السويسري، إضافة إلى عرض بعض الأفلام المقتبسة من الأشرطة المرسومة من بينها "وقت سيجارة"، "همسات"، "ضوضاء"، "ارسم لي بطلا"، "فيروس" و"قصر القرود".