اعترف والي ورقلة ل "الشروق" في ندوة صحفية، عقدها مساء الخميس، أن الرعايا الأفارقة يمثلون معادلة هامة في سوق الشغل بالولاية، وقال ذات المتحدث إن ترحيلهم، على خلفية مقتل الشاب عز الدين بن سعيد 26سنة قبل 04 أيام من طرف رعية إفريقي 22 عاما، سوف يعرقل مشاريع تنموية بالولاية، وهي حقيقة ينبغي أن يعرفها سكان الولاية جميعا خاصة في فصل الصيف يقول ذات المسؤول. دافع الوالي عن الأفارقة مرددا عبارة "مهما حصل فإن هؤلاء ساهموا في الاقتصاد الوطني وتنمية المنطقة من تشييد وبناء ونشاط يومي في شتى المجالات من بينها الفلاحة وزرع النخيل وقطف الثمار بعد أن عجز أصحاب الأرض من أبناء المنطقة عن خدمتها، كما لا ينبغي في جميع الحالات تغليب العاطفة على العقل ". وعاد ليتساءل هل هناك شخص يمكن أن يهجر بلده ويقطع 05 آلاف كلم لولا الفقر والحاجة، موضحا أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية مست كل ولايات الوطن وليس ورقلة فقط، وأن الاتفاق بين الجزائر ودولة النيجر بخصوص ترحيل رعايا هذه الأخيرة، سارية المفعول وتطبق على مراحل ويجب معالجة الملف من ناحية إنسانية، علما أنه إذا ارتكب أي إفريقي جريمة ما، فهذا لا يعني تعميمها على كل الرعايا الأفارقة. وأشار ذات المتحدث إلى أن الاستقرار والسكينة التي تشهدها البلاد وتزايد حجم المشاريع الهامة وتوفر سبل العيش الكريم، من أسباب تحوّل عدة جهات من مناطق عبور إلى إقامة دائمة لهؤلاء الأفارقة بحثا عن العمل وتكوين المستقبل أفضل من الهروب إلى الخارج عكس السنوات السابقة. وتحسر ذات المتحدث لغياب دور الجمعيات عقب الجريمة الشنعاء، قائلا "وجدنا أنفسنا لوحدنا كمسؤولين أمام واقعة أليمة"، كانت تقتضي وقوف الجميع عضدا واحدا، ولو أن القضاء والقدر كانا أسبق للضحية سواء على يد الجاني أو غيره لأن الموت حق، إلا أن ذلك لا يبرر القتل مهما كانت الأسباب، لقد وجدنا عائلة الفقيد - يقول الوالي- صابرة محتسبة، وهي من ساعدنا على تهدئة الأوضاع . وكشف المسؤول الأول على الولاية أن ترحيل 445 رعية إفريقية يوم الخميس على متن 12 حافلة، مع تسخير أكثر من 60 مرافقا لهم نحو ولاية تنمراست، ومنه إلى بلدانهم الأصلية، يأتي كمرحلة أولى، في انتظار ترحيل زهاء 1200 إفريقي يتواجدون بورقلة وتقرت، مشيرا أن العملية ليست سهلة خاصة وأن عددهم الكبير، وما ينبغي توفيره من معدات ووسائل ومؤطرين. وفي سؤال "الشروق" حول تعاطي السلطات المحلية في كل مرة مع قضايا الرعايا الأفارقة على طريقة "معالجة داء السرطان بأدوية وجع الرأس"، رد الوالي قائلا: "قضية هجرة الأفارقة إلى ولايات الجنوب ظاهرة دولية، وقد استعصى معالجتها على أكبر دول العالم، وأن هناك مواثيق واتفاقيات والتزامات يجب احترامها، فضلا عن جوانب إنسانية أخرى ". وذكر محدثنا أن السلطات تمكنت بمساعدة العقلاء من احتواء التشنج عقب جريمة القتل البشعة على مستوى حي سعيد عتبة الغربية، حيث لعبوا دورا كبيرا في تهدئة الأوضاع، ومواساة عائلة الضحية الذي توفي شهيدا بعد أن حاول حماية جارته من الجاني بعد السطو على منزلها القريب من بيتهم، مؤكدا أن الإصابات في عدد الأفارقة من طرف المواطنين تعد طفيفة وغير مقلقة وأن جلهم غادر المستشفى.