أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، الأحد، على أن الجزائر تشدد على "ضرورة استكمال مسار تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية من خلال تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي". وقال لعمامرة خلال ندوة صحفية عقدها رفقة الأمين العام الأممي بان كي مون، بالجزائر "تطرقنا خلال محادثاتنا إلى الصحراء الغربية وأكدنا للأمين العام الأممي ضرورة استكمال مسار تصفية الاستعمار بهذا الإقليم من خلال بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو)". وأوضح أن هذا الاستفتاء يجب أن يكون "نزيها" و"شفافا" وأن ينظم في "ظروف ملائمة" بالنسبة للشعب الصحراوي والمجموعة الدولية. وأشار وزير الخارجية في ردّه على الأسئلة التي تناولت فحوى المحادثات التي جمعت الأمين الأممي العام بالمسؤولين الجزائريين، أنها تناولت الوضع في الصحراء الغربية وفي ليبيا وشمال مالي على ضوء تنامي الجماعات الإرهابية في الناحية ونقل تجديد الجزائر لبان كي مون تمسكها ب "خيار الحل السلمي لحلحلة الأزمات في هذه البؤر المتوترة المتاخمة للحدود مع الجزائر". وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد حل مساء السبت بالجزائر في إطار جولة إلى المنطقة قصد إعادة بعث المفاوضات من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية القائم بين المغرب وجبهة البوليزاريو.
بان كي مون يعرب عن "إعجابه" بالمصالحة الوطنية أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون يوم الأحد بالجزائر عن "إعجابه" بسياسة "الرحمة" والمصالحة الوطنية التي اعتمدتها الجزائر لهزم الإرهاب. وفي لقاء صحفي نشطه مع وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة ، قال بان كي مون "لقد أثار ما علمته حول سياسة –الرحمة- إعجابي"، مضيفا أن "الجزائر لم تترك الإرهابيين يفرقونها بل توحدت في كنف التضامن". وأعرب بان كي مون عن "سعادته" بتواجده في الجزائر للمرة الثانية بصفته الأمين العام للأمم المتحدة، مذكرا بأن زيارته الأولى كانت "جد مؤلمة" بحيث "كانت -كما قال- في 2007 بعد الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مكاتب الأممالمتحدةبالجزائر العاصمة". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه "تم إحراز تقدم كبير منذ ذلك الحين تحت قيادة الرئيس بوتفليقة"، مشيدا بالخصوص ب"الدعم الذي أعرب عنه لعمامرة لصالح ترقية الحريات وحقوق الإنسان". واستطرد قائلا إن "التاريخ أظهر عدة مرات أن كل إستراتيجية لمكافحة التطرف العنيف لا تقوم على احترام حقوق الإنسان مآلها الفشل".
"أوضاع الشعب الصحراوي مأساة إنسانية" وحول جولته إلى المنطقة وتعريجه على موريتانيا والأراضي الصحراوية ومخيمات اللاجئين الصحراوية بتندوف دون التنقل إلى المملكة المغربية، حرص بان كي مون على التأكيد بأن زيارته للأراضي الصحراوية كانت ل"الإطلاع على وضع حقوق الإنسان هناك بعد 10 سنوات من زيارة سابقة لأمين أممي عام إلى المنطقة" وأنه "سيرفع تقرير بشأن ذلك إلى الهيئة الأممية شهر أفريل المقبل وأنه "لم يكن ممكنا زيارة المغرب" وأنه "من المرتقب أن يلتقي الملك المغربي محمد السادس لاحقا"، وأن "مهمة المينورسو تنقل لنا التقارير الدورية وسنتحرك بناء عليها". وأعلن الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، عن مطالبته مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية كريستوفر روس، باستئناف جولاته السياسية من أجل إعادة بعث المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية. وأفاد الأمين العام الأممي، خلال مؤتمر صحفي نشطه بمعية وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، بالجزائر أنه "طالب مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية كريستوفر روس، باستئناف جولاته السياسية من أجل تهيئة أجواء ملائمة لإعادة بعث المفاوضات" بين المغرب وجبهة البوليزاريو. واعتبر بان كي مون أن "طرفي النزاع الصحراوي لم يحرزا أي تقدم حقيقي في المفاوضات التي من شأنها أن تفضي إلى حل سياسي عادل، ودائم ومقبول من قبل الجميع، مبني على أساس تقرير مصير الشعب الصحراوي". وأوضح أنه خلال زيارته السبت لمقر بعثة الأممالمتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) - ببلدة بئر لحلو بالأراضي الصحراوية المحررة-، أكد له أعضاؤها "استعدادهم لتنظيم استفتاء، في حال التوصل إلى اتفاق بين الطرفين (المغرب وجبهة البوليزاريو)"، معلنا عن زيارة له للبعثة بمنطقة العيون المحتلة قريبا. وأعرب، بالمناسبة، عن "حزنه الشديد" لأوضاع الشعب الصحراوي، واصفا إياها ب"المأساة الإنسانية" وشدد على أن "العالم لا يمكن أن يستمر في إهمال الشعب الصحراوي الذي يتمنى دعم المنطقة ومنظمة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. لابد علينا من التحرك". وفي هذا الصدد أعلن الأمين العام الأممي أنه "يدعو عن قريب إلى تنظيم اجتماع للدول المانحة من أجل جمع أموال تمكن من الاستجابة لاحتياجات اللاجئين الصحراويين". وبخصوص شبح التدخل العسكري المرتقب في ليبيا وموقف الهيئة الأممية منه وهل ستعطي موافقتها عليه، قال بان كيمون إن "الحل السلمي هو الوحيد الذي سيمكن ليبيا من استعادة سيادتها" وأنه "لا حل عسكري لأزمة سياسية" وأنه "مهما كان حجم الأزمة يجب الابتعاد عن الحلول العسكرية"، مشيرا بأن هذا هو اعتقاد الهيئة الأممية قبل أن يكشف عن التحضير ل"تقرير سيعرض على الهيئة الأممية يقترح السبل المثلى لمحاربة الإرهاب وتنامي التنظيمات الإجرامية شمال إفريقيا ومنطقة الساحل".