فتحت مصالح الأمن بغرداية بالتنسيق مع مديرية التربية بالولاية تحقيقا معمقا بابتدائية العقيد لطفي بحي تيضفت، على خلفية تعرض 04 تلاميذ يدرسون في السنة الثالثة ابتدائي، بذات المؤسسة للضرب المبرح والتعنيف، بعد شكوى تقدم بها الأولياء إلى مصالح الدرك الوطني، بينما وصف هؤلاء ما حدث لأبنائهم بالتعذيب الجسدي والنفسي من طرف معلمين، وهو ما لا ينبغي السكوت عنه، وطالبوا بتحرك وزارة التربية الوطنية. الحادثة خلفت غليانا وسط أولياء التلاميذ الذين استنكروا الواقعة وطالبوا باتخاذ إجراءات صارمة، ضد المعتدين على التلاميذ، مع تعيين أخصائيين نفسانيين لمتابعة الحالات الناتجة عن هذا الاعتداء العدواني رغم تعليمات الوزارة، التي تمنع ترهيب التلاميذ بالمؤسسات التربوية وتعويض ذلك بأسلوب جذاب وليس العكس. تفاصيل الواقعة تضمنتها رسالة تحصلت "الشروق" على نسخة منها محررة من طرف الأولياء، تتعلق بقيام معلم السنة الثالثة بتعنيف 04 تلاميذ وضربهم ضربا مبرحا، دون أدنى مبرر أثناء مشاركة أحدهم في الحصة، عبر سؤال طرحه عليهم المعلم حسب الشكوى الموجودة لدى مصالح الدرك الوطني. والغريب أن هذا المعلم أخرج التلاميذ الأربعة من القسم ثم سلمهم إلى زميله في قسم السنة الرابعة ابتدائي، لا تربطه أي علاقة بيداغوجية مع التلاميذ، حيث أمر هذا الأخير التلاميذ الأربعة بالوقوف على المنصة وأوجعهم ضربا على الأرجل "الفلقة"، في مشهد مخز أمام التلاميذ. ولم يكتف بذلك بل هددهم بنزع سراويلهم حسب رواية التلاميذ وتمديدهم فوق الطاولة في المرة القادمة، وهو ما اعتبره الأولياء ترهيبا غير مقبول وإذلالا لفلذات أكبادهم، الذين التحقوا بمقاعد الدراسة طلبا للعلم. وذكر أحد أولياء التلاميذ، في اتصال "الشروق" به، أن حالة التلاميذ النفسية سيئة للغاية، بالرجوع إلى شهادة طبيب مختص في علم النفس، وأن القضية محل تحقيق إداري وأمني. من جهة أخرى، رفض السيد نور الدين جعني، مدير الابتدائية، في اتصال "الشروق" به، تقديم أي توضيحات حول القضية مكتفيا بالقول إنها قيد التحقيق، وإن الإجراءات ستعالج الملف بشكل قانوني. ولم يواصل محدثنا المكالمة وسارع إلى غلق الهاتف لما حاولنا فهم ما حصل بالضبط. وفي ذات السياق، أكد مصدر من مديرية التربية بالولاية، أن هذه الأخيرة سوف تتخذ إجراءات حازمة تصل إلى حد توقيف المعلمين المتهمين في قضية تعنيف التلاميذ وإحالتهما على مجلس التأديب في انتظار الفصل في القضية أمام العدالة.