شكل صعود المرشح الجمهوري في الانتخابات التمهيدية لسباق الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، جدلاً كبيراً داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث عبر الكثيرون عن مخاوفهم من خطابه المتشدد تجاه الأجانب، مما أعاد إلى الأذهان نماذج من التاريخ القريب، أدى وصولها إلى السلطة إلى نشوب حروب وعمليات إبادة بحق أعداد كبيرة من أفراد أعراق وأديان بعينها. وفرض خطاب اليمين المتطرف التحريضي الذي يتبناه الملياردير ترامب، جواً معادياً للأجانب والمهاجرين عموما والمسلمين خصوصا، وانقساماً داخلياً في أمريكا حتى داخل حزبه. وظل الخطاب الشعبوي حاضراً باستمرار في الحملات الانتخابية الأمريكية، لكن التصريحات الصادرة من المرشح للانتخابات التمهيدية للجمهوريين ترامب، أخذت أبعاداً غير مسبوقة نظراً لحدتها واستهدافها الأجانب والمسلمين. من هتلر وموسوليني إلى لوبان وفيلدرز وترامب، "الشروق أونلاين" يلقي الضوء على أبرز شخصيات اليمين المتطرف في أوروبا، والذين كان لوصول بعضهم إلى السلطة آثار كارثية على بلادهم وعلى العالم أيضاً.
دونالد ترامب ولد المرشح المحتمل للرئاسيات الأمريكية دونالد جون ترامب في 14 جوان 1946 وهو رجل أعمال وملياردير ورئيس "منظمة ترامب" العقارية، ومقرها في الولايات المتحدة ويدير عدة مشاريع وشركات مثل "منتجعات ترامب الترفيهية"، التي تدير العديد من الكازينوهات والفنادق وملاعب الغولف والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم. مع دخول ترامب السباق الرئاسي، بدأ بإطلاق تصريحات نارية أثارت اشمئزاز الكثير من الأمريكيين، بمن فيهم المحسوبين على المحافظين، الذين اعتبروها "فاشية" لا تخدم مستقبل الجمهوريين وتضر بهم كثيراً في الانتخابات المقبلة. ومن أبرز تصريحاته الاستفزازية، دعوته في بيان بموجب حملته الانتخابية إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، معتبراً أن الأمر "ضروري لضمان أمن البلاد". وأعلن أنه يؤيد تسجيل المسلمين في قاعدة بيانات خاصة، كما تحول في أشهر قليلة إلى عدو للمكسيكيين بعد مهاجمته مهاجري هذا البلد في الولايات المتحدة، بل ذهب به الأمر إلى وصفهم ب"المجرمين". ونشر ترامب كتاباً وصف فيه بلاده ب"المريضة"، استعرض فيه ما يصنفه آفات تعاني منها الولايات المتحدة. ويحمل الكتاب عنوان "أمريكا المريضة: كيف نستعيد عظمة أمريكا"، يدافع فيه أيضاً عن رغبته في بناء جدار على طول الحدود المكسيكية، مشيراً إلى الحاجز الفاصل الذي بنته سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيةالفلسطينية، "الفعال إلى حد كبير في صد الإرهابيين" في نظره.
معارضون ومطالب بالاعتذار ووجد ترامب في وجهه معارضة أمريكية وصفته بالعنصري، وتصدى له كثير من مشاهير الأمريكيين ومن عامة الشعب ومن المهاجرين الأجانب بمن فيهم المسلمون والمكسيكيون، الذي كانوا أكثر الناس تضرراً من خطاباته. فقد طالب عدد كبير من منظمات المجتمع المدني الممثلة للمسلمين في الولايات المتحدة، المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، بالاعتذار عن تصريحاته المسيئة للإسلام والمسلمين، والتي قال فيها إن "الإسلام يكرهنا" وهو ما لقي انتقادات من منافسيه في الانتخابات التمهيدية. وقال نهاد عوض، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، إن على ترامب تقديم اعتذار رسمي لكل من أساء لهم من الأقليات في الولايات المتحدة، ومنهم المسلمون، واصفاً تصرفاته بالعنصرية والمخالفة للدستور الأمريكي. وأكد عوض في مؤتمر صحفي عقد بمقر المجلس، أن على ترامب الاعتذار لكل المسلمين الذين خدموا الأمة الأمريكية بشرف، وعليه أيضاً أن يزور مقبرة أرلنغتون الوطنية وإظهار كل الاحترام والتقدير لجنودنا الذين سقطوا وبينهم مسلمون دفعوا ثمناً غالياً، ومنهم عائلة سلمان حمداني الذي كان أول المستجيبين بهجمات سبتمبر 2001. واعتبر أن ترامب يلحق ضرراً كبيراً بالقيم الأمريكية والإسلامية التي تحرم العنصرية، مشيراً إلى أن ترامب لا يستخف بالمسلمين فقط، وإنما كذلك بالأمريكيين من أصول إسبانية، والنساء ومجموعات أخرى. وكان ترامب قال في تصريحات تلفزيونية، الخميس الفارط، إن "الإسلام يكرهنا" داعياً الأمريكيين إلى "اليقظة والحذر وعدم السماح للذين يحملون هذه الكراهية بالقدوم إلى الولايات المتحدة". وفي ولاية شيكاغو، الجمعة الفائت، ألغى ترامب مؤتمره في اللحظة الأخيرة لتجنب إصابات خطيرة، بعد أعمال عنف اندلعت بين مؤيديه ومعارضيه، ووصفه معارضوه بأنه "عار". بدوره، قال أسامة جمال، الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية "يو إس كوم"، إن أشخاصاً مثل ترامب، يتسببون في تقسيم المجتمع الأمريكي، في وقت هو في أمس الحاجة به إلى الوحدة، معرباً عن اعتقاده بأن ترامب لا يملك أية معلومات عن الإسلام. ودعا الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، الناخبين الأمريكيين لكي يظهروا لترامب القيم الأمريكية الحقيقية.
خيرت فيلدرز يعد السياسي الهولندي خيرت فيلدرز (52 عاماً) من أبرز وجوه اليمني المتطرف في أوروبا وهو عضو في مجلس النواب الهولندي عن حزب من أجل الحرية، وهو حزب أنشأه بنفسه وما يزال يقوده، ويحظى هذا الحزب بأربعة وعشرين مقعد من أصل 150 في البرلمان. ويُعرف عن حزبه أنه ذو توجهات عنصرية معادية للأجانب، خصوصاً المسلمين. وسبق لفيلدرز، أن وصف المغاربة بالعنصريين، لأنهم في نظره هم سبب المشاكل الإجرامية في هولندا بالإضافة للأتراك. وعمل فيلدرز بعد إنهائه دراسته الثانوية في دولة الاحتلال الإسرائيلي لمدة سنتين، وما يزال يعبر عن إعجابه ب"إسرائيل" وعلاقته بعدد من قياداتها. ومن أبرز تصريحاته المثيرة للجدل، قال فيلدرز بعد الانتخابات العامة الهولندية 2010 التي حاز حزبه خلالها على ثالث أكبر نسبة من المصوتين، أن الأردن ينبغي أن يكون اسمه فلسطين. وأضاف "الأردن هي فلسطين. تغيير اسمها من شأنه إنها الصراع في الشرق الأوسط وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين". وردت الحكومة الأردنية بوصفها تصريحات فيلدرز بأنها "ترديد وصدى صوت لليمين الإسرائيلي". كما قال فيلدرز، أن "إسرائيل" تستحق مكانة خاصة لدى الحكومة الهولندية لأنها تقاتل من أجل القدس نيابة عنها، معتبراً أن "سقوط القدس في أيدي المسلمين، يعني سقوط أثيناوروما. لذا، إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن الغرب. هذا ليس صراع حول الأرض بل معركة أيديولوجية، بين عقلية الغرب المحررة وأيديولوجية الإسلام الهمجية. هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي مملكة الأردن".
جان ماري لوبان يعتبر السياسي الفرنسي العجوز جان ماري لوبان (87 عاماً) الزعيم التاريخي لليمني المتطرف في فرنسا وهو مؤسس حزب الجبهة الوطنية المنتمي إلى أقصى اليمين ورئيسه من سنة 1972 حتى 2011، وانتخب نائباً في البرلمان الفرنسي بداية من عام 1956. وحقق سنة 2002 مفاجأة كبرى بوصوله إلى الدور الثاني للانتخابات الرئاسية. وهو والد مارين لوبان الرئيسة الحالية للجبهة الوطنية، وجد ماريون مارشال لوبان. كما أن لوبان، الذي أبعدته ابنته مارين لوبان الرئيسة الحالية ل"الجبهة الوطنية" الفرنسية عن الحزب، معروف باستفزازاته وبتصريحاته العنصرية والمعادية للسامية، ودعواته لطرد المهاجرين لا سيما المسلمين منهم. ومع صعود ترامب أعرب لوبان الشهر الماضي عن دعمه له للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكتب في تغريدة على موقع تويتر، يوم 27 فيفري 2016: "لو كنت أمريكياً، لصوت لدونالد ترامب.. فليحفظه الرب!".
بينيتو موسوليني شغل بينيتو موسوليني (29 جويلية 1883 - 28 أفريل 1945) منصب رئيس إيطاليا ورئيس وزرائها وفي بعض المراحل وزير الخارجية والداخلية ما بين 1922 و1943.. وهو من مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية وزعمائها، سمي بالدوتشي أي القائد من عام 1930 إلى 1943. أسس موسوليني ما يعرف بوحدات الكفاح التي أصبحت النواة لحزبه الفاشي الذي وصل به الحكم بعد المسيرة التي خاضها من ميلانو في الشمال حتى العاصمة روما. ودعا موسوليني إلى اجتماع وفيه أسس حزب سياسي أسماه الحزب الفاشستي، لكنهم لم يتصرفوا كحزب سياسي وإنما كرجال عنف وعصابات وقد لبسوا القمصان السوداء. قال لهم موسوليني، أن عليهم معالجة مشاكل إيطاليا وأن عليهم أن يكونوا رجالاً أقوياء، فعندما يكون هناك إضراب عمالي يأتي الفاشيست ويوسعوا أولئك العمال ضرباً. وفي صيف 1922 كان هناك إضراب كبير في المواصلات وقد عجزت الحكومة في التعامل مع ذلك ولكن الفاشيست سيروا الحافلات والقاطرات وأنهوا الإضراب، ووصل الأمر، أن طلب الأغنياء مساعدة الفاشيست لحمايتهم، ونجح الفاشيست في ذلك، وقد هزموا الشيوعيين في الشوارع وأرغموهم على شرب زيت الخروع. وكان الشعب يطالب بزعيم قوي مثل موسوليني ليقود البلاد، وقال موسوليني، أنه الوقت المناسب للاستيلاء على السلطة. وفي أكتوبر قاد موسوليني مسيرة كبرى إلى مدينة روما حيث قال لأتباعه سوف تُعطَى لنا السلطة وإلا سوف نأخذها بأنفسنا. دخل موسوليني الحرب العالمية الثانية مع دول المحور (ألمانيا النازية واليابان)، وكانت الحرب ثقيلة على إيطاليا، حيث فشل الجيش الإيطالي في احتلال اليونان ثلاثة مرات حتى قامت وحدات من قوات النخبة النازية بمساعدته في احتلالها، وفي ليبيا لم يكونوا بأحسن حال حيث هُزموا أمام البريطانيين، الذي أدى إلى تدخل الجيش الألماني للحفاظ على وجود إيطاليا في شمال إفريقيا مما جعل الجيش الإيطالي يستعين بالضباط والمستشارين العسكريين الألمان ومشاركة إيطاليا بغزو روسيا وتشكيل الجيش الإيطالي في روسيا وإعلان الحرب على الولايات المتحدةالأمريكية. وبحلول عام 1942 كانت إيطاليا على الهاوية. جيشها مهزوم وجائع ولديهم نقص في العتاد والسلاح، وكان هناك نقص في المؤن داخل إيطاليا نفسها. وغضب الشعب وتوجه ضد الحرب ورأى أن موسوليني قد كذب عليهم حتى وصل الأمر أن بلادهم قد احتُلَّت من قبل الجيوش البريطانية والأمريكية وأصبح موسوليني عدو الشعب الأول. وأمر الملك باعتقاله فاعتقل وكان سجنه عبارة عن فندق في منتجع للتزلج في أعالي الجبال. في ظل هزيمته حاول موسيليني الهروب إلى الشمال. في نهاية شهر أفريل من عام 1945، ألقي القبض عليه وأعدمته حركة المقاومة الإيطالية مع أعوانه السبعة عشر بالقرب من بحيرة كومو، أُخذت جثته مع عدد من أعوانه إلى ميلانو إلى محطة للبنزين وعُلقوا رأساً على عقب حتى يراهم عامة الناس ولتأكيد خبر موته.
أدولف هتلر ولد أدولف هتلر (20 أفريل 1889 - 30 أفريل 1945) في النمسا، وكان زعيم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي. حكم هتلر ألمانيا في الفترة ما بين عامي 1933 و1945، حيث شغل منصب مستشار الدولة في الفترة ما بين عامي 1933 و1945، والفوهرر (الزعيم-القائد) في الفترة ما بين عامي 1934 و1945. واختارته مجلة تايم واحداً من بين مائة شخصية تركت أكبر إثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين. وباعتباره واحداً من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديراً لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيماً له في عام 1921. وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية. في عام 1933، تم تعيينه مستشاراً للبلاد، حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية. وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي (ويُقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي)، وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف. وقد قامت قوة الدفاع فيرماخت التي أعاد بنائها بغزو بولندا في عام 1939، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا (عدا بريطانيا) وأجزاء كبيرة من إفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الإتحاد السوفييتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). ومع ذلك، نجحت دول الحلفاء في أن يكون لها الغلبة في النهاية. وخلال الحكم النازي لألمانيا، بثت وسائل الإعلام هناك دعايات تشويه بحق الأقليات خصوصاً الغجر واليهود، ودعت إلى قتلهم وتهجيرهم، وبلغت الكراهية ذروتها بعمليات الهولوكوست (المحرقة) التي يتهم النظام النازي بتنفيذها في معسكرات في ألمانيا وخارجها. وفي عام 1945، نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين. وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب في عام 1945، تزوج هتلر من عشيقته إيفا براون بعد قصة حب طويلة. وبعد أقل من يومين، انتحر العشيقان.