شكّلت القائمة الاسمية للخبراء الفرنسيين ال 11، الذين قدّموا تكوينا لمفتشي ومديري التربية بالجزائر، التي كشف عنها المدير الفرعي السابق المكلف بالتعاون والعلاقات الدولية بوزارة التربية الوطنية، حمزة بلحاج، "صدمة" للشركاء الاجتماعيين، الذين أكّدوا جهلهم بها، وللمتابعين لشؤون التربية، الذين استنتجوا أن إصلاحات الجيل الثاني للوزيرة نورية بن غبريط ستكون ب"نكهة" فرنسية، وهي امتداد لإصلاحات بن زاغو. الشروق" اتصلت بالمدير الفرعي حمزة بلحاج، فأكد لنا أن الخبراء الفرنسيين الذين كشف عن أسمائهم في صفحته على الفايسبوك حضروا في إطار برنامج عمل مع الطرف الفرنسي أو ما يعرف ب "دي سي بي" D C P لفترة 2013 -2017، أُمضي في فترة الوزير بابا أحمد، وهو برنامج تعاون مع فرنسا في قطاعات عديدة. وحسبه "البرنامج يضم فقرة صغيرة فقط متعلقة بقطاع التربية، ضخمتها الوزيرة وجعلتها برنامجا وطنيا بمساعدة بعض إطاراتها في الوزارة الذين لا علاقة لهم بالتكوين". وبرنامج التعاون مع فرنسا في قطاع التربية، يكون عن طريق تكوين بيداغوجي، فيه محاور عديدة، يصب في تحضير الكوادر التربوية، حتى ينسجموا مع الإصلاحات المقبلة، والمنهاج الجديد، و"مع طريقة تدريس اللغة الفرنسية" يقول المتحدث. فالفرنسيون أشرفوا على تكوين المفتشين وبعض الأساتذة ومديري التربية، بثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة، الذين بدورهم ينقلون ما تلقوه إلى القاعدة، وهو ما يسمى التكوين بالمضاعفة. وأكد مُحدّثنا أن عملية التكوين كانت محاطة ب"السرية والتّكتم". وأكد المتحدث أن آخر دفعة من المؤطرين الفرنسيين حطت بالجزائر في 2016، "كنت في استقبالهم في المطار، وحظوا بترحيب مميز من إطارات الوزارة". وما يستغرب له حمزة بلحاج، أنه طلب حضور ورشة تكوين لمديري التربية لغرض الاطلاع والتعلم، وبعد الموافقة على طلبه من طرف الأمين العام للوزارة، تفاجأت بمكالمة هاتفية يوم التكوين من الأمين العام، يطلب حضوري اجتماع اللجنة العليا الجزائرية الإيرانية، وكأنهم أرادوا استبعادي عمدا". وحسب بلحاج غالبية المكونين الفرنسيين من مرسيليا يتقدمهم المدعو "شابو جون كلود" وهو موظف سابق بالسفارة الفرنسية. وعن وجود اتفاقيات أخرى مع دول أجنبية، رد محدثنا: "بالطبع، توجد اتفاقية تكوين مع أمريكا، مضمونها استفادة جزائريين من تكوين ل 6 أيام هناك، لكن تم تجاهل الموضوع كلية من الوزراة". وخلص حمزة بلحاج، إلى أن إصلاحات الوزيرة بن غبريط، هدفها الرئيس "التدرج في إعطاء مكانة مركزية للغة الفرنسية والتدريس باللغة الفرنسية مع محاصرة العربية". وحسبه في أحد الاجتماعات بوزارة التربية في 25 أكتوبر 2015، صرحت الإطار بالوزارة، ليلى مجاهد، بأن الوزارة ستعتمد طريقة تدريس اللغة الفرنسية، المسماة تعليمية اللغة- الثقافة. ومعنى ذلك، "تعلم اللغة الفرنسية بالثقافة الفرنسية عن طريق قيم الحضارة الفرنسية، أي نجعل قيم المتعلم نسبية، عن طريق طرح المتعلم أسئلة حائرة عندما يقرأ نصوصا تمثل له حالات غرابة عن الثقافة الأم... الغرض هو طرح التساؤلات ومن ثم التخلي عن قيم راسخة". وإصلاحات الجيل الثاني حسبه تهدف إلى جعل قيم التلميذ هشة وعرضة للتبديل، تحت غطاء الكونية والعالمية. وأضاف: "الإطار العام للإصلاحات أنها ذات بعد لساني لغوي تنسجم مع تخصص مستشاري وزارة التربية، فريد بن رمضان وليلى مجاهد". والخطير في الموضوع، أن برنامج التعاون مع فرنسا، عندما أمضي لم يكن بهذا الحجم والكثافة، ولم يكن بخلفية إيديولوجية.