انطلق أمس الصالون الدولي للسيارات في طبعته 19 بقصر المعارض دون افتتاح رسمي، وهو ما فسّره الكثير بالعقوبة الثانية لوكلاء السيارات من طرف الحكومة بعد تجميد الاستيراد لأكثر من سنة، ما انعكس سلبا على صالون السيارات الذي خيّب وصدم عشرات الآلاف من الزوار الذين توافدوا أمس وهمّهم الوحيد شراء سيارة تناسب أذواقهم وجيوبهم غير أنهم عادوا خائبين في ظل تجميع أغلب الوكلاء عملية البيع بسبب نفاد مخزونهم. لا بيع.. ولا شراء ولا تخفيضات.. هذه هي حال صالون السيارات لهذا العام، حيث اكتفى 14 وكيلا معتمدا يمثلون 25 علامة، بالحضور الشرفي تلبية لدعوة مؤسسة قصر المعارض "سافكس"، التي هددت المتخلفين عن هذا الموعد بإقصائهم من المشاركة خلال الطبعات اللاحقة. وهو ما جعل أغلب الوكلاء يشاركون بعلمهم المسبق أنهم لن يربحوا ولا دينارا واحدا من هذا الصالون مقابل خسارة أموال طائلة لا تقلّ عن ثلاثة ملايير سنتيم لكل وكيل جراء إيجار مساحة العرض ودفع مستحقات العارضين والعمال وتكلفة نقل السيارات.
سامبول الجزائرية.. الطراز الوحيد المتوفر عند رونو أكد مجمع رونو الجزائر خلال ندوة صحفية تم تنظيمها ليلة الخميس أن سامبول الجزائرية هي الطراز الوحيد المتوفر لزبائن الصالون الدولي للسيارات، حيث خصّصت المؤسسة 40 عاملاً لاستقبال الزبائن الراغبين في شراء هذه السيارة، خاصة بعد إطلاق القرض الاستهلاكي. وفي هذا الإطار، أكد مدير المبيعات على مستوى رونو الجزائر، ناصر هشام باي، أن رونو لن تبيع أي نموذج خلال الصالون، ومن يريد شراء أي سيارة عليه الانتظار على الأقل ستة أشهر لاستلامها.
سوفاك: لا سيارة للبيع في الصالون أكدت مسؤولة الإعلام على مستوى مجمع سوفاك، روزا منصوري، في تصريح ل"الشروق"، أن المجمع لن يبيع أي سيارة خلال الصالون بسبب نقص المخزون وتجميد عملية الاستيراد. وأضافت أن الصالون مناسبة لعرض النماذج الجديدة للمجمع، التي تدخل إلى الجزائر أول مرة على غرار الجيل الثامن لسيارة "باسات" والجيل الرابع لمركبة "كادي" بالإضافة إلى أودي كي 7 وسكودا سوبيرب.
ثلاثة أشهر لاستيراد سيارات بيجو من جهتها، أعلنت مؤسسة بيجو الجزائر أنها ستسمح للزبائن خلال المعرض بطلب السيارات التي يرغبون في شرائها بشرط انتظار مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر. وهذا بسبب أزمة المخزون الذي تعانيه الشركة الفرنسية بفعل تجميد عملية الاستيراد وعدم توزيع رخص الاستيراد.
سيارات ميتسوبيشي للعرض فقط امتنعت مؤسسة فالكون موتور، الموزع الرسمي لعلامة ميتسوبيشي في الجزائر، عن عرض أسعار السيارات المعروضة بحجّة انعدام مخزونها بالكامل. وفي هذا الإطار، أكد مسؤول المبيعات على مستوى المؤسسة، رياض بلمولود، أن مؤسَّسته لن تبيع أي سيارة خلال هذا الصالون، بسبب نفاد المخزون. وتأسَّف المتحدِّث للعشرات من الزبائن الذين عادوا خائبين ولم يتسنّ لهم طلب أي سيارة، خاصة مع دخول العديد من النماذج الجديدة من سيارات ميتسوبيشي العام الماضي إلى الجزائر على غرار السيارة رباعية الدفع أل 200 سبورتورو التي توافد الكثير للاستفسار عنها.
كيا: لا بيع في الصالون وانتظار 45 يوما للاستلام أكدت كيا موتورز الجزائر أن سيارة بيكانتو هي الطراز الوحيد المتوفر للبيع للزبائن، غير أن تسويق هذه المركبة لن يتم خلال الصالون، حيث يضطرّ الراغبون في اقتناء هذه المركبة إلى انتظار 45 يوماً على الأقل لاستلام السيارة التي يبدأ سعرُها من 156 مليون. وهو سعر وصفه الزبائن بالمرتفع جدا.
سيتروان وهيونداي ونيسان كمّيات قليلة للزبائن الأوائل فقط أكدت صايدا الوكيل المعتَمد لتسويق علامة سيتروين في الجزائر أنها خصصت كمية محدودة لتسويقها في الصالون لا تلبي سوى عددٍ قليل من الزبائن الأوائل. وهذا يعني أن زوار الصالون في يومه الثاني لن يتسنى لهم شراء هذه العلامة. ولمن يرغب في ذلك عليه انتظار أشهر طويلة. وهو الأمر الذي أعلنت عنه أيضا مؤسسة هيونداي موتور الجزائر التي أكدت أنها تملك مخزونا قليلا جدا لن يصمد أكثر من يومين، ونفس الأمر لعلامة نيسان التي أكدت أن عرضها قليل جدا، وهذا ما يعني أن الوكلاء الثلاثة يملكون حصة صغيرة من السيارات سيبيعونها بشكل "شرفي" فقط للزبائن الأوائل.
حسناوي: سيارات الصالون للعرض وليست للبيع إلى ذلك، أكد رئيس جمعية وكلاء السيارات المعتمدين، سفيان حسناوي، أن صالون السيارات ليس هدفه البيع بقدر ما يهدف إلى عرض النماذج الجديدة ولقاء الوكلاء مع الزبائن وتبادل الحوار ووجهات النظر. وأضاف أن أزمة السيارات التي فرضتها عدة عوامل أثرت على جميع الوكلاء الذين يعانون مشكلا كبيرا في المخزون، ما جعل الكثير منهم يشاركون مشاركة شرفية فقط، وهذا بدافع الوفاء والالتزام مع الزبائن.
عمر ربراب: "الكثير من الوكلاء لم يجدوا ما يعرضون" من جهته كشف مدير مؤسسة هيونداي موتورز الجزائر، عمر ربراب، أن الكثير من وكلاء السيارات لم يجدوا حتى ما يعرضونه على الزبائن وهذا ما تسبّب في غيابهم عن الصالون، وأضاف أن الصالون الحالي هو صالون استثنائي جاء في ظروف استثنائية، حيث بلغت تأثيرات الأزمة الزبائن.
صدمة وسط الزوار أجمع الوكلاء المشاركون في صالون السيارات هذا العام أن الهدف من الصالون هو عرض النماذج لجديدة للزبائن، وليس البيع على غرار ما كان خلال السنوات الماضية. واعترف الوكلاء أيضا بأنهم لقوا انتقادات كبيرة من الزبائن الذين انتقدوا بشدّة تنظيم صالون دون بيع ولا حتى تخفيضات، ومن الزبائن من طالب بإلغاء الصالون الذي لم يعُد له جدوى، في حين اعتبر العديد مقاطعة الرسميين لهذا لصالون مؤشرا واضحا على فشله حتى قبل أن ينطلق.