سجلت البنوك بالجنوب هذه الأيام ندرة حادة في العملات الصعبة وخصوصا عملة اليورو المتداولة بكثرة في أوساط السياح، وكذا المعتمرين المقبلين على زيارة بيت الله وتأدية مناسك العمرة، فضلا عن أولئك الذين يستعدون لأداء فريضة الحج حيث يجرى التحضير لها مسبقا. عجزت معظم البنوك بالجنوب حسب شهادة بعض الذين ينوون تأدية مناسك العمرة عجزا في ضمان السيولة الكافية، من أجل إتمام الإجراءات المتعلقة بالسفر والتي تتطلب توفير مبلغ محدد من العملة الأجنبية. واشتكى عدد من المعتمرين الذين اختاروا عطلة الربيع لزيارة بالبقاع المقدسة بالمملكة العربية السعودية، ما سموه الندرة في "عملة اليورو" على مستوى البنوك والمراكز المالية حيث دخلوا في رحلة البحث عنها من بنك إلى آخر، وهو ما عطل مصالحهم في استكمال إجراءات السفر على مستوى الوكالات السياحية المخصصة لذات الغرض، الأمر الذي رهن حلم البعض في زيارة بيت الله الحرام ونيل الأجر والثواب رغم الجهود المبذولة في تحصيل مبلغ العملة الصعبة المحدد من طرف البنوك. وأضطر البعض التنقل إلى ولايات أخرى، للحصول على هذه الأموال لكن العائق الأكبر حسب المتحدثين، يكمن في اشتراط بنوك الولايات ذاتها جوازات السفر والحضور الشخصي للراغبين في الأموال، مما ساهم في تعقيد الوضع ودفع بالقضية نحو التأزم. وأمام هذه الوضعية المعقدة، لم يجد ضيوف البيت الله الحرام من وسيلة سوى الاستنجاد بالأسواق السوداء لظفر بالعملات، وهو ما استغله بعض المضاربين والسماسرة في فرض منطقهم ورفع الأسعار التي وصلت مستويات قياسية، وصلت إلى حد 100 يورو مقابل مليوني سنتيم، بفارق كبير عن السعر الحقيقي للعملة الأوروبية مقابل الدينار المتقهقر إلى الوراء، ناهيك عن التزوير الذي عادة ما يطال هذا النوع من الأوراق النقدية بحيث تمتهن عصابات متخصصة حرفة التزوير والتقليد بمساعدة أفارقة. وترجع البنوك سبب ندرة السيولة النقدية في العملة الصعبة إلى نفاد مخزونها منذ أيام وتأخر البنك المركزية، في تزويد البنوك الأخرى بالمبالغ المستحقة والتي من شأنها أن تفك أزمة المعتمرين، حيث لم يجد هؤلاء سوى السوق السوداء.