تنظر اليوم، محكمة جنايات العاصمة، في قضية من المنتظر أن يُذكر فيها ولأول مرة اسم عبد القهار بن حاج، نجل القيادي السابق في الفيس المحل علي بن حاج، من طرف المتهمين الرئيسيين في القضية وهما (ب. عادل) من مواليد 1983 و(ب. فاتح) 1881 والمتابعين بجنايتي الانتماء لجماعة إرهابية مسلحة والإشادة بها بالنسبة للمتهم الأول وعدم التبليغ للثاني، وذلك بعدما تضاربت التصريحات بشأن التحاق عبد القهار بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في حين نفى والده ذلك، واعتبرها مجرد مزاعم، مرجحا وبقوة فرضية اختطاف الابن. غير أن الصور التي نشرها ما بات يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبر مواقعه في الانترنت والتي تضم صورة عبد القهار رفقة إرهابيين في الجبل، أكدت معلومات انضمامه للتنظيم، الأمر الذي صرح به المتهمان السالف ذكرهما في محاضر استجوابهما، أمام مصالح الضبطية القضائية، واللذيْن تم توقيفهما من طرف مصالح الأمن التابعة لدائرة الاستعلامات على خلفية اشتباههما في الانتماء إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تنشط بضواحي تيزي وزو، فالمتهم (ب،عادل) صرح بأن احتكاكه ببعض الأشخاص المترددين على مسجد الوفاء بالعهد بالقبة في رمضان 2006 ومن بينهم عبد القهار بن حاج، ما جعل فكرة الجهاد تخالجه، فكان أن طرح عليه المدعو زكريا مساعدته للالتحاق بالجماعات المسلحة، وعلية التقى عادل وزكريا بشخص ثالث في محطة المسافرين بالخروبة لغرض نقلهما إلى منطقة بوغني بتيزي وزو رفقة شباب آخرين، وهناك التقوا بإرهابي يدعى حذيفة وآخر باسم شعبان كانا يحوزان أسلحة كلاشينكوف، كما صرح بأنه التقى أمير الجماعة الذي سألهم عن اقتناعهم بفكرة الجهاد، فكان رد الشباب بالإيجاب، غير أن أمير الجماعة رفض انضمام أحد الإرهابيين التائبين لشكوكه في نواياه، في حين أن عادل والذي كان مصابا ساعتها بمرض صدري يرجح أنه السل، فقد تم رفضه هو الآخر من طرف الأمير الذي منحه مبلغ 1000 دج وطلب منه مغادرة الجبل، عارضا عليه فكرة إسناد الجماعة من بعيد فقط، فبقي على اتصال هاتفي مع العناصر الأخرى إلى غاية اليوم الذي أوقفت فيه مصالح الأمن المدعو (ك،م) الذي كان ينشط بجبال دلس والذي ذكر اسم عادل عند التحقيق معه، وعليه تم توقيفه يوم 10-3-2007.أما المتهم الثاني (ب. فاتح) صرح هو الآخر بكثرة تردده على مسجد الوفاء بالعهد بالقبة سنة 2005، حيث تعرف على (ب،ن)، هذا الأخير أطلعه عن وجود سبيل للسفر للعراق بغرض الجهاد، حيث شرع في استخراج وثائق السفر، بعدها توجه رفقته إلى ليبيا ثم إلى مصر وبالتحديد منطقة أسوان، ولما تعذر عليهما دخول العراق قفلا عائدين إلى ليبيا، حيث عمل فاتح في بيع الأقراص المضغوطة التي تتضمن الخطب والحلقات التي كان يلقيها الشيخ أمين في مسجد القبة، وفي شهر رمضان تعرف على المدعو (ك،م) الذي اقترح عليه فكرة الالتحاق بالجماعات المسلحة، مهددا إياه بالقتل إذا ما أفصح عن هكذا معلومات، وفي لقاء ثاني جمعهما بالمسجد ذاته استفسر فاتح إن كان هناك شباب آخرين يودون الانضمام مثله، فأجابه (ك،م) بأن عبد القهار بن حاج هو الآخر يود الانضمام. وأضاف فاتح في تصريحاته أن عبد القهار وأربعة شبان آخرين خلال شهر رمضان شدوا الرحال نحو جبال تيزي وزو، وأنه، أي فاتح، رفض الانضمام إليهم، لتنقطع اتصالاته معهم منذ تلك اللحظة، غير أن المتهمين وفي محاضر التحقيق اللاحقة أمام قاضي التحقيق، أكدا عن عدم وجود أي نية لديهما للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، كما أنكرا دعمهما لها، معترفين بمعرفتهما لعبد القهار بن حاج، باعتباره من أبناء حيهما فقط وأنهما سمعا بالتحاقه بالجماعات المسلحة، كما أنكرا كلية جناية عدم التبليغ عن جماعة إرهابية، وصرحا بأنهما أدليا بالتصريحات السابقة تحت ضغط التعذيب والضغط، وإن كان البحث الذي أجرته مصالح الأمن على المتهمين أثبتت حسن أخلاقهما وتمتعهما بعلاقات طيبة مع أهلهما وأبناء حيهما ومواظبتهما على الصلاة.