بعد 48 ساعة من انعقاد لجنة الأعمال المشتركة الثالثة بين الجزائر وفرنسا، سارع مسؤولون ورجال أعمال ألمان إلى المرافعة لصالح استثماراتهم ومشاريعهم في الجزائر، التي تتصدرها مصانع السيارات واتفاقيات الطاقات المتجددة، مؤكدين أنهم تلقوا ضمانات من السلطات الجزائرية لإنجاح مشروع مصنع "فولكسفاغن" شهر مارس الماضي، في زيارة غير معلنة لوفد ألماني التقى أكبر المسؤولين في الجزائر. وكشف المستشار الوزاري على مستوى سفارة الجمهورية الفدرالية الألمانية، وولفان كالبير، ل"الشروق" أن حكومة بلاده تلقت ضمانات لتلقي التسهيلات اللازمة لإنشاء مصنع "فولكسفاغن" للسيارات بمنطقة غليزان، مشددا على أن وفدا رفيع المستوى من ألمانيا كان قد زار الجزائر في 8 مارس الماضي، والتقى كبار المسؤولين الجزائريين للنقاش حول الملف، وأن المصنع سيتم تدشينه سنة 2017، كما سيتم في نفس السنة إنتاج أول مركبة جزائرية، رافضا الكشف عن تفاصيل أخرى . وقال المسؤول الألماني إن السوق الجزائرية في مجال الميكانيك والمناولة تثير اهتمام ألمانيا، وتلقى إقبالا واسعا من طرف مختلف المتعاملين، مشددا على أن البداية ستكون بمصنع "فولكسفاغن"، لتتوسع مستقبلا إلى استثمارات أخرى، كما استبعد فرضية تأثر المتعامل الألماني بالمنافسة الفرنسية، قائلا: "لا يزعجنا أن تحصل بيجو أو رونو على رخص للاستثمار بالجزائر، وتتحصل على امتيازات لإنشاء مصانع والشروع في الإنتاج، فالسوق عذراء وفي حاجة إلى عدد كبير من المتعاملين في هذا المجال. ونحن مستعدون للمنافسة، كما تلقينا العديد من التسهيلات خلال زيارة سلال إلى ألمانيا منذ أشهر". من جهته، رئيس غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الألمانية، إبراهيم عبد اللطيف، أكد ل"الشروق" أن "فولكسفاغن" وحتى علامة "مرسيدس" الألمانية تشتهر بنوعية مركباتها عالميا، ولا تخيفها المنافسة الفرنسية، رافضا التعليق على مشروعي "رونو "و"بيجو"، واكتفى بالقول إن" فولكسفاغن "ستركز في المرحلة المقبلة على 3 محاور أساسية لمواجهة منافسيها، وهي توظيف أكبر عدد من اليد العاملة الجزائرية، والتكوين بحكم الخبرة العالية التي تتمتع بها ألمانيا وكذا المناولة، الذي يعتبر قطاعا استراتيجيا ويثير اهتمام عدد كبير من المتعاملين. وعاد المتحدث ليفتح ملف إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية "ديزرتك" قائلا إن هذا الأخير لم يجمد أو يلغ مثلما تم تداوله، ولكن حسبه، تم تحويره والمفاوضات لا تزال مستمرة، وقد يتم التوصل إلى قرار مناسب لتوقيع اتفاقية هذا المشروع خلال المرحلة المقبلة رغم أن شركة ديزرتك تم حلها ، قائلا: "الأمر يرتبط بالتكنولوجيا والمشاكل التقنية لكن المفاوضات لا تزال مستمرة".