أكد، أمس، المخرج السوري باسل الخطيب على أن كاستينغ فيلم "عبد الحميد بن باديس" سيكون مفتوحا أمام المواهب الجزائرية الشابة، وأن فكرة إشراك نجوم سوريا أو أي بلد عربي آخر لا تعني بالضرورة نجاح الفيلم المزمع انطلاق تصويره بالجزائر في 15 ماي القادم. وأشار إلى أنه وبعد رحلة إخراج جاوزت ال25 سنة أصبح متيقنا أن العمل المتكامل يفرض نفسه بالضرورة ويسوق لنفسه دوليا من خلال المهرجانات من دون الحاجة إلى أسماء بارزة في عالم التمثيل. وعبر مخرج "بن باديس" في لقاء صحفي، أمس، بمقر المركز الدولي للصحافة عن استعداده لخوض التجربة التي تعد تحديا حقيقيا بالنظر إلى نقص أماكن التصوير التي من شأنها تقديم صورة بصرية قريبة من الحقبة التاريخية التي عاش فيها العلامة. إضافة إلى تشعب حياة بن باديس وكثرة المحطات التي يجب التوقف عندها. وقال الخطيب في رده على سؤال "الشروق" عن رهان الهوية المحلية للشخصية والمكان واللهجة "عندي حماس كبير لإخراج الفيلم الذي كتب له السيناريو كاتب لماح ومبدع مثل رابح ظريف. نحن أبناء تاريخ واحد، وبالتالي فالتخوفات من أن يعطي مخرج سوري أو غير سوري بصمة غير واقعية لشخصية جزائرية أصبح اليوم غير مقلق. أما بالنسبة إلى أماكن التصوير فأكيد أنني بدوري متخوف من عدم ملاءمة المدينة القديمة في وضعها الحالي للفترة التاريخية التي سنعمل عليها. ولكن التطور التكنولوجي وصناعة الديكور سيسهلان المهمة". وأشار في معرض حديثه إلى أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اتصل به واقترح عليه المشروع ولأنه يعرف ميهوبي منذ أكثر من 10 سنوات استطاع أن يناقش بأريحية التفاصيل واختار زيارة مدينة قسنطينة والحديث إلى عائلة بن باديس والتجول في شوارع القصبة لتكوين صورة أوضح وحتى يكون العمل جزائريا خالصا. وأضاف موضحا "رابح ظريف بذل جهدا وأكيد أن السيناريو في السينما يمر بفترة مخاض ويتغير باستمرار. لأن أي عمل فني مهما كانت مرجعيته التاريخية فالخيال مهم وبدونه يكون العمل ناقص. والمادة الأدبية التي قدمها لي مهمة جدا وبناء الفيلم سيكون محكما وسيكون الجانب التشويقي حاضرا أيضا". من جهته، أكد كاتب السيناريو رابح ظريف أنه اعتمد على 250 مرجع وأنه تحصل على الأرشيف الفرنسي "حصلت على تقرير للبوليس السري وبالنسبة إلي كان أهم وثيقة تقول إنه لا يمكن الفصل بين الحركة الإصلاحية وثورة الفاتح نوفمبر.. الفيلم تناول المراحل المفصلية وسيتضمن أيضا حادثة محاولة اغتياله. الحمد لله أن اهتمام الدولة كان في مستوى شخصية بن باديس". وتحفظت شاهيناز محمدي، مديرة المركز الجزائري لتطوير السينما عن ذكر الميزانية بالضبط، ولكنها أوضحت أن جزءا من ميزانية الفيلم من ميزانية تظاهرة قسنطينة. ولهذا السبب تم الإعلان عنه في اختتام التظاهرة. وأكد مدير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري ومدير دائرة السينما في تظاهرة قسنطينة مراد شويحي، أن الفيلم تم تدعيمه في إطار التظاهرة وأن المشاريع المقدمة لإنجاز مدن سينمائية هي قيد الدراسة وأن الموضوع يحتاج إلى وقت، مشيرا إلى أن نموذجا كان قد نفذ في العاشور بالعاصمة عندما انطلقت ورشة فيلم "الأمير عبد القادر" وأنه يمكن استغلال الديكور واللباس المنجز.