وزير الثقافة أنقذ فيلم "ابن باديس" وما كتب عن العلامة ليس كافيا يتحدث الشاعر رابح ظريف في هذا الحوار ل "البلاد"، عن المهمة التي أوكلت إليه في كتابة سيناريو فيلم "ابن باديس"، وأهمية هذا العمل الذي سيخرجه السوري باسل الخطيب، كما يتوقف عند الصعوبات التي واجهها في الكتابة، مشيرا إلى أن هذا الفيلم سيكون مفاجأة إيجابية للجزائريين الذين سيكتشفون جوانب أخرى عن العلامة ابن باديس لم يعرفوها من قبل. أوكلت إليك مهمة كتابة سيناريو الفيلم التاريخي الذي يتناول حياة العلامة عبد الحميد ابن باديس، هل كان من السهل التعامل دراميا مع التاريخ؟ طبعا لم يكن سهلا على الإطلاق، نحن أمام شخصية محورية في تاريخ الحركة الوطنية والإصلاحية الجزائرية، العمل كتب مسلسلا للتلفزيون الجزائري مشكلا من 30 حلقة، وفيما بعد جاءت فكرة تحويله إلى فيلم سينمائي، لقد اشرف على هذا المشروع فريق بحث، واشتغلت على أكثر من 150 مرجع من كتب وأبحاث، بالإضافة إلى الكتاب الرئيسي للأديبة زهور ونيسي "الإمام عبد الحميد ابن باديس ونهضة الأمة"، وقضيت شهرين في الكتابة بمعدل عشرين ساعة يوميا بدون توقف.. لدي طريقة جنونية في الكتابة خاصة إذا تعلق الأمر بعمل جاد كهذا.. مهمتي كانت استخراج الدراما من التاريخ وبقدر ما أتعبني السيناريو وأجهدني بقدر ما استمتعت به، لكن بجب الإشارة إلى أنني واجهت الكثير من المطبات. ما هي هذه المطبات وهل لها علاقة بالتاريخ نفسه؟ نعم.. هي مطبات تتعلق بالمرجع التاريخي، فما كتب عن العلامة ابن باديس لم يكن كافيا، فقط ما تعلق بنضاله وعمله بالتدريس، أما واقعة محاولة اغتياله فقط عالجناها معالجة سياسية وتاريخية والجدير بالذكر أن وزير الثقافة الذي منحني شرف كتابة السيناريو وهي الثقة التي اعتز بها أنقذ فيلم "ابن باديس" من الفشل الذريع. كيف ذلك هل لك أن توضح؟ كتابة سيناريو فيلم عن العلامة ابن باديس أوكلت من قبل لكاتبين من المشرق العربي، كان هذا قبل تولي عز الدين ميهوبي منصب وزيرا للثقافة، ولست واثقا من كان المسؤول على هذا الفعل، ولكن دعيني اجزم لو أن المشروع سار على خطى ذاك السيناريو لكان فشل فشلا ذريعا. الوزير عز الدين ميهوبي حرص على أن تكون روح الفيلم جزائرية ومن يكتب السيناريو جزائريا من نفس بيئة بطل الفيلم. لكن وزير الثقافة اختار المخرج السوري باسل الخطيب لإخراج الفيلم، لماذا لم يوكل هذه المهمة لمخرج جزائري مادام الأمر كذلك؟ ما يهم في أي عمل سينمائي هو روح النص التي حدثتك عنها، أما الإخراج فهو مسألة تقنية، والخطيب يختلف كثيرا عن باقي المخرجين في عمله، لقد كان يحلم دوما بإخراج فيلم عن ابن باديس، ولو راجعتم تصريحاته السابقة لتأكدتم من كلامي.. لقد أبدى موافقته وبلا تردد لما عرض عليه الوزير الإخراج. وهل يكفي أن تكون له رغبة في إخراج العمل حتى يتحقق له ذلك خاصة أن للمخرجين الجزائريين حساسية من هذه المسألة؟ باسل الخطيب مخرج كبير، وهو شاعر وكاتب وأنا متأكد أنه سيضيف للعمل، وسيلتزم بالنص وكما أخبرتك سابقا مسألة الإخراج مسألة تقنية والأساس هو روح النص، في انتظار أن يزور الجزائر قريبا للاتفاق.. هذه الزيارة تأخرت قليلا لظروف، لكنه سيزور الجزائر وسيتم الاتفاق على موعد تصوير الفيلم الذي سيكون تاريخيا بنسبة 80 بالمئة، وباللهجة الجزائرية. أما في الاجتماعات والخطب سيتحدث العربية، وستشاهدون ابن باديس الرجل الثوري الوطني وجوانب أخرى عن حياته، وسيدرك المشاهد أن العلامة ابن باديس أعظم بكثير مما عرفه من قبل ودعيني هنا أحي منتج العمل الذي أفضل عدم ذكر اسمه، والذي بذل مجهودا كبيرا، خاصة في ترجمة أرشيف البوليس السري الذي أتى به من فرنسا.