أشاد العديد من الأكاديميين من جامعة باتنة بمنجزات وإبداعات المفكر والشاعر الراحل حسين زيدان، من الناحية الأدبية والاستشرافية، مؤكدين بأنه كان مهيأ لأن يكون قامة علمية كبيرة، لولا أن الموت خطفه عام 2009 اثر مرض عضال. كانت ندوة اختتام الموسم الجامعي الجاري لنادي مقام الحكمة، التي جرت بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة باتنة، مناسبة لنفض الغبار عن إبداعات وأبحاث الدكتور والشاعر الراحل حسين زيدان، تحت عنوان "تبصرات في أدب الشاعر الأوراسي الراحل حسين زيدان"، حيث أكد البروفيسور عبد الله العشي بأن حسين زيدان يعد من شعراء الجزائر في فترة الثمانينيات، لكن يضرب بجذوره إلى فترة السبعينيات، حين كان شعراء الجزائر منقسمون إلى تيارين، تيار اشتراكي وآخ وطني إسلامي، مضيفا بأن حسين زيدان وقف من التيارين موقف الناقد، ومحاولا تأسيس حضور شعري يميزه عن غيره، فكان خياره حسب العشي متمثلا في الشعر الروحي، فيما قدم الدكتور جمال سعادنة عدة قراءات نقدية وتأمليه حول أبحاث الراحل، مؤكدا بأن الراحل حسين زيدان كان يفضل التشاؤم، مركزا في الوقت نفسه على ما وصفه بعبقرية التخلف في البلدان غير المتحضرة التي تقف وراءها أسباب وعوامل، وفي الوقت الذي حرص منشط الندوة الدكتور شراف شناف على إلقاء نماذج من النصوص الشعرية للفقيد حسين زيدان مصحوبة بانطباعات حول سيرة ومسيرة الراحل، فإن الدكتور عبد الكريم الشريف من سوريا أشار إلى العديد من الهواجس التي لازمت حسين زيدان، وفي مقدمة ذلك الهاجس المستقبلي للمعرفة الشعرية، في المقابل أكد الأستاذ توفيق بن خميس بأن الراحل عانى من غياب الاستقرار من الناحية المهنية والصحية والنفسية، معتبرا انه كان مزاجيا بطبعه، وهو ما تعكسه تصرفاته وطبيعة قراراته. أما حرمه الدكتورة رقية لحماري فقد أوضحت بان الشاعر حسين زيدان كان كبيرا، لكن جرأته الفكرية سرعان ما تتحول إلى خجل، مؤكدة بأنه لم يدافع عن هامته العلمية المعرفية في الوسط الاجتماعي، كما كشفت عن تأثره بمالك بني نبي وقراءته لأدونيس، وكان مستعدا حسبها لمناقشة المفكر الراحل أركون. وسبق للشاعر عزالدين ميهوبي أن أكد بأن خجل الراحل حسين زيدان منعه من الظهور في المواقع المتقدمة لواجهة الشعر الجزائري، معترفا بأنه يمتلك قدرة خارقة في كتابة النص الجميل المفعم بالقاموس الروحي والموغل في فضاءات التراث الفسيحة، وقال فيه الأستاذ عبد الكريم قذيفة: " لم يحدث أن زاحم حسين زيدان أحدا.. كان زاهدا في كل ذلك.. ساعيا وراء قوت يومه، مغتنما حياته لحظة بلحظه ..وكأنه يشعر بأنه مجرد ضيف خفيف على هذه الحياة ويعد الشاعر حسين زيدان من مواليد 1960 بباتنة، حيث مارس مهنة التعليم كأستاذ في مادة الرياضيات مطلع الثمانينيات، قبل أن يحوّل وجهته إلى دراسة الأدب العربي، ونال شهادة الماجستير بتفوق عام 1996 برسالته المعنونة "الهاجس المستقبلي في المعرفة الشعرية "، وتحصل على شهادة دكتوراه دولة عام 2006 بأطروحته المعنونة "التحليل المستقبلي للأدب". وترك الراحل عدة دواوين شعرية مطبوعة منها: فضاء لموسم الإصرار، اعتصام، قصائد من الأوراس إلى القدس، شاهد الثلث الأخير، إضافة إلى يوم لك صنفها في خانة "قص رواية"، كما له رواية مخطوطة بعنوان "الخير"، وقصائد مخطوطة منها: البحث عن روح نوفمبر، تسبيح بين التراويح، أهددكم بالسكوت، قال الحجر، و ريمة.