شن عمال السكك الحديدية، أمس، إضرابا مفاجئا عن العمل، ما أحدث شللا تاما في حركة القطارات، الأمر الذي تسبب في خلق أزمة نقل حادة، حالت دون التحاق الآلاف من العمال بمناصب عملهم وكذا الطلبة بمقاعد الدراسة. وشهدت أمس، حركة القطارات شللا تاما على جميع محطات السكة الحديدية على المستوى الوطني، ما عزل سكان ولايتي بومراداس والبليدة وكذا البلديات التي تمر عبرها القطارات، بسبب الحركة الاحتجاجية التي صاحبها التوقف عن العمل من طرف عمال الصيانة وسائقي القطارات بعدما أقدموا على الدخول في إضراب عن العمل، تنديدا بظروف العمل السيئة والمخاطر التي تتربص بهم، وتماطل إدارة الشركة في تسوية وضعيتهم وتلبية مطالبهم المتمثلة في الترقية في الرتب وصب العلاوات والمنح المترتبة عن الخطر وكذا الساعات الإضافية وغير ذلك، والتي سبق لهم المطالبة بها في أزيد من مناسبة. ووجد المواطنون أنفسهم كالعادة ضحايا للإضرابات المفاجئة التي يشنها بين الحين والآخر عمال السكة الحديدية من دون سابق إنذار، وكذا رهينة الصراع الدائر بين إدارة الشركة والعمال، حيث أجبر العديد منهم على الوصول متأخرين إلى عملهم فيما وجد آخرون صعوبات في التنقل في ظل أزمة النقل الحادة التي خلفتها الحركة الاحتجاجية، وهو ما أحدث فوضى عارمة بمختلف المحطات، حيث عبروا عن تذمرهم الواسع من عدم إصدار الجهة المضربة أي بيان أو إشعار بخصوص حركتهم الاحتجاجية، في مقابل ذلك لم تستوعب وسائل النقل الجماعي العدد الهائل من المواطنين الذين لم يجدوا أي وسلة أخرى للذهاب إلى مشاغلهم، كما عزل الإضراب قاطني الضاحيتين الغربية والشرقية طيلة يوم كامل. وحسب مصادر من المؤسسة، فإن الشلل الذي مس حركة القطارات سيمتد إلى ساعات أخرى، في ظل عدم إبداء السائقين رغبتهم في العودة إلى العمل وربط عودتهم بافتكاك موافقة من طرف إدارة المؤسسة بتلبية مطالبهم المتمثلة في تحسين الوضعية الاجتماعية والحق في الترقية وإقرار المنح والعلاوات، خاصة وأن المفاوضات بين الطرفين استمرت إلى المساء.. هذا، ويطرح هذا الإضراب مجددا تساؤلات عديدة عن جدية المؤسسة في حل جميع مشاكلها الداخلية من جهة، وإلى أي مدى تتواصل "عقلية" الاستهتار بالمواطنين ومصالحهم، لاسيما أن القوانين تؤكد على ضرورة إيداع إشعار أياما قبل شن الإضراب، فيما لا يزال عمال هذه المؤسسة يتوقفون عن العمل في أية لحظة تحلو لهم، أمام غياب تام للردع من طرف إدارة المؤسسة وسكوت مطبق من طرف الوزارة الوصية. وقد حاولنا مرارا الاتصال بالمدير العام للشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية لكن تعذر علينا ذلك.
مدير الشركة الوطنية للسكك الحديدية: لم نتلق إشعارا مسبقا والمضربون لم يخطروا فيدراليتهم قال ياسين بن جاب الله، المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن سائقي القطارات دخلوا في إضراب عن العمل عبر كل من ولايات قسنطينة ووهران إضافة إلى الجزائر العاصمة، في حين لم تتلق المديرية أي إشعار مسبق بالأمر. وأوضح أن السائقين المضربين عن العمل لم يستشيروا حتى الفيدرالية الممثلة لعمال القطاع وهي الجهة المخولة قانونا بتمثيلهم وإيصال صوتهم للمطالبة بحقوقهم أو طرح انشغالاتهم. وأضاف أن المديرية العامة "مستعدة للتحاور مع المضربين عن العمل ضمن الأطر القانونية المعمول بها وتبقي الباب مفتوحا وواسعا للاستماع إلى انشغالاتهم". وتتمثل مطالب المضربين حسب مصادر من الفيدرالية في رفع منح المناوبة الليلية والتعويض الكامل عن العمل في أيام العطل والأعياد وكذا رفع المنحة المتعلقة بالمراقبة الليلية إضافة إلى مطلب خاص برفع درجة التصنيف في السلم المهني.