لا تزال حركة القطارات مشلولة بسبب الإضراب المفتوح الذي شنه مفتشو ورؤساء القطارات بدءا من الأربعاء الماضي، نتيجة استمرار القبضة الحديدية بينهم وبين مدير الموارد البشرية بالشركة الوطنية للنقل عبر السكة الحديدية. وجد العديد من المسافرين أمس، أنفسهم مجبرين على اختيار وسيلة نقل أخرى عوض القطار في ظل تصميم مفتشي ورؤساء القطارات على مواصلة إضرابهم المفتوح إلى غاية تلبية مطالبهم المتمثلة في إعادة النظر في سلم الترقية الذي يسمح لهم بصفة آلية بالاستفادة من زيادات في الأجور، وفشل جل المحاولات للتوصل إلى أرضية اتفاق بينهم وبين مديرية الموارد البشرية بالشركة الوطنية للنقل عبر السكة الحديدية. ويتخوف المواطنون من تأزم الوضع أكثر في ظل إصرار عمال القطار على مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية افتكاك مطالبهم، التي واجهها ما وصفه مفتشو القطارات بتعنت من طرف مدير الموارد البشرية الذي رفض جملة وتفصيلا المصادقة على الدراسة المعدة من طرف لجنة مختلطة تتعلق بسلم الأجور والترقيات التي سيحوزونها، فيما يبقى المتضرر الوحيد من جراء القبضة الحديدية بين الطرفين المواطن الذي وجد نفسه مجبرا على التنقل عبر وسائل النقل التي لم تعد تستوعب العدد الهائل من المسافرين كون قطار الضواحي أضحى وسيلة نقل حتمية للآلاف من المواطنين القاطنين بمقربة من المحطة التي يمر عبرها، سواء الناحية الشرقية، بومراداس والثنية، أم الغربية باتجاه العفرون والبليدة. وعبر المسافرون عبر القطار عن استيائهم الشديد من الطريقة التي شن الإضراب بها، كون نقابة المؤسسة لم تودع أي إشعار بالإضراب ما جعل الكثير منهم يعانون من أجل الوصول إلى مقرات عملهم وسكناهم في آن واحد، حيث طالبوا إدارة الشركة بالتدخل في أقرب الآجال وإعادة الأوضاع إلى نصابها.
من جهتهم، أكد مفتشو ورؤساء القطارات على لسان الأمين العام للفرع النقابي لتسيير القطارات زبير بلامان عزم العمال على مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية تسوية جميع مطالبهم، مبررا الإضراب المفاجئ بإخلال الإدارة بكافة وجودها التي قطعتها عليهم بخصوص إعادة النظر في الترقيات ورفض مدير الموارد البشرية التوقيع على الدراسة التي أعدتها لجنة مختلطة بالمؤسسة لدواع مجهولة.