صورة من الارشيف تميّز معرض الجزائر الدولي للكتاب هذا العام بإطلاق سبعة جوائز أدبية أهمها جائزة جائزة الرواية التي عادت إلى واسيني الأعرج ومايسة باي، والتي تضاف إلى جائزة المكتبيين التي تمنحها جمعية المكتبيين كل عام وفاز بها في الطبعة السادسة عمارة لخوص عن روايته المترجمة عن الإيطالية "صراع الحضارات في مصعد بيتزيريا". * وأثارت هذه الجوائز حفيظة الكثيرين، خاصة الكتاب الشباب الذين رأوا أنه من حقهم أن ينالوا جزءا من التكريمات التي تذهب كما قالوا في أغلبها "إلى أشخاص ليسوا أبدا بحاجة إلى تكريم". كما احتج البعض الآخر على كون جائزة المكتبيين لا تنالها إلا الأسماء التي تكتب بالفرنسية، حيث قال الأمين العام لرابطة كتاب الاختلاف الروائي بشير مفتي: "لم يعد خافيا على أحد أن هذه الجوائز لم تعد تتوفر على مصداقية وأصبحت محل تساؤل من طرف الكتاب والناشرين، لأنها تمنح فقط لأسماء معينة وفئات معينة مثل جائزة المكتبيين، التي تمنح فقط للذين يكتبون بالفرنسية، أو جوائز الصالون التي عادت إلى أسماء ليست بحاجة إلى المزيد من الأضواء أو التشجيع، لأن أعمالهم تتحدث عنهم، لكن المشكلة أن القائمين على مثل هذه الجوائز لم يحاولوا الاقتراب من الأبعاد والجماليات التي يطرحها النص الجديد في الجزائر. وهذا ينطبق أيضا على جائزة وزارة الثقافة التي تمنح بدون لجنة تحكيم ويفوز بها كل من ترشح لها". * وغير بعيد عن رأي مفتي، يقول الشاعر جيلالي نجاري »إن الجوائز الجزائرية لا تتحكم فيها المعايير المهنية أو الموضوعية بقدر ما تحكمها معايير الجهوية والشللية والمحسوبية«، وهو أيضا رأي الناشر والشاعر لزهاري لبتر الذي أكد أنه »في ما عدا جائزة مالك حداد وجائزة محمد ديب، لا توجد جوائز أدبية في الجزائر، ولا نملك أصلا ثقافة الجائزة لأننا لا نخضع النصوص المرشحة لمعايير المهنية ولكن تحكمها معايير الجهوية بكل تفرعاتها السياسية واللغوية«. * وقال الشاعر الشعبي توفيق ومان »إن المبادرة التي نظمها الصالون هي الأولى من نوعها، ولا يمكن إطلاق الأحكام عليها من أول عدد، والشباب في هذا البلد بحاجة أيضا إلى التشجيع، لكن الجوائز لها لجان تحكيم ولا دخل للمنظمين في النتائج«. أما سفيان حجاج، ناشر الكتاب الفائز بالجائزة، فيرى أن »النقاش اللغوي بين المعربين والمفرنسين نقاش فارغ وغير مجد، وعلينا تجاوز هذه القطائع بالعمل. أنا أعمل وفق ما أستطيع تقديمه للبلد ولا أملك منبرا في أية جهة للدفاع على رأيي، كما يفعل البعض، لكني أكتفي بالعمل لأن لدينا ما يكفي من الضجيج«. * ونفى سيد علي ضخري، عضو جمعية المكتبيين »أصلية«، أن تكون الجائزة محسوبة على الأقلام المفرنسة، لكنها تمنح وفق معايير الانتشار ومضمون الكتاب، وتأخذ في ذلك نتاج ورد فعل الكتب المرشحة من قبل المكتبيين عبر الوطن. وأضاف نائب رئيس الجمعية وصاحب منشورات »الحبر« أنه »ليس ذنب الجمعية إذا كانت مقروئية الرواية أكثر باللغة الفرنسية في الجزائر، وعلينا أن نبحث عن أسباب الخلل التي تجعل المعرب لا يقبل على ثقافة اقتناء الكتاب«.