استنطقت الشروق عددا من الخبراء والمختصين في التنمية البشرية حول النصائح الواجب التقيد بها من قبل المترشحين للبكالوريا لأجل ضمان النّجاح، حيث قدموا توجيهات عامة عن كيفية التعامل مع مواضيع الامتحانات، وعلى رأس هؤلاء الخبراء الدكتور عبد القادر فضيل الذي أكد على ضرورة قراءة الأسئلة ثلاث مرات قبل البدء في الإجابة. نصح الإطار المتقاعد من وزارة التربية عبد القادر فضيل، المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا، أن يذهبوا لمراكز أجراء الامتحان وهم في أريحية ومعنويات عالية، ويحاولوا قدر استطاعتهم تفادي حالة التعب والخوف الشديد، لأن ذلك سيؤثر على تركيزهم. وشدد المتحدث في اتصال مع "الشروق" على ما اعتبره أهم خطوة للإجابة على أسئلة ورقة الامتحان، وهي أن يقرأ الطالب ورقة الأسئلة بكل تمعن وتركيز وهدوء، "حيث يقرأ ورقة الامتحان على الأقل ثلاث مرات ليفهمها جيدا، فيصنف الأسئلة، السهلة يضعها في جانب ويفكر فيها على حدى، والصعبة في جانب أخر، ويبدأ في الإجابة على الأسئلة السهلة ثم يتفرغ للصعبة". وبدورها، نصحت أستاذ مادة الرياضيات سعادة جميلة، أن الأكل الجيد والنوم في الوقت المناسب، مع تجنب السهر ليلا، خاصة خلال الأيام الأخيرة من فترة المراجعة، حيث تقول "أنت تحتاج إلى كل قواك خاصة العصبية لتبعد عنك التعب"، وركزت الأستاذة على عملية التركيز قبل وخلال الامتحان، معتبرة أن امتحان البكالوريا هو معدل كل المواد. بدون استثناء، "وكل مادة امتحنْتً فيها اليوم، أنساها مباشرة وركز في المادة الموالية" ، وأثناء الامتحان على الطالب، مراجعة الورقة قبل تسليمها عدة مرات، مع أخذ كل الوقت المقرر من دون التسرع في الخروج، وبالأخص الكتابة بخط واضح ومقروء. وفيما يخص موضوع الرياضيات، أكدت وجود موضوعان في امتحان البكالوريا، وحسبها "نقرأ الموضوعين بتأن، ونضع علامة على كل سؤال نحن متأكدين من حله، ونختار الموضوع الذي له أكثر العلامات، ولا نغير الاختيار مهما كانت الأسباب... نجيب على السؤال بالتفصيل وبدون اختصار، لأنه في سلم التنقيط نحن مطالبون بتنقيط كل الإجابة" وتضيف "اقرأ جيدا التمرين، لأنه يمكن أن يكون جواب السؤال الأول في طيات السؤال الثاني". وخلصت سعادة للقول " الاجتهاد والمراجعة المركزة، الثقة بالنفس، والقول أنكم قادرون على اجتياز الامتحان، أهم العوامل المساعدة على النجاح". فيما أكد الخبير التربوي، سعيد فضيل، أنه على الطالب أن يترك 24 ساعة الأخيرة من فترة المراجعة لأخذ قسط من الراحة والهدوء، وألا يتناقش خلال هذه المدة مع زملائه أو أوليائه أو أساتذته، ليتجنب الارتباك، ويتوجه للامتحان صباحا، بعد تناوله فطورا صحيا ومُشبّعا بالطاقة، وعليه أن يقول في قرارة نفسه أن هذا الامتحان "سهل وبسيط". وأكد الخبير، أن العامل النفسي يعتبر أهم العوامل التي يجب أن يركز عليها الأولياء مع أبنائهم الممتحنين. وخلال الامتحان على التلميذ أن يخصص نصف ساعة الأولى لقراءة الأسئلة بتأن، وأن لا يتسرع لنقل ما كتبه على المسودة إلى الورقة النظيفة، اذ عليه أن يرتاح ل5 دقائق قبل النقل من المُسودّة. ومن جهة أخرى، شدّد مفتش سابق للتوجيه، الوردي خناظلة، على ضرورة قيام التلميذ بنزهات والترفيه عن النفس للخروج من جو الدراسة، خلال 48 ساعة الأخيرة من فترة المراجعة، مؤكدا أن "المراجعة خلال هذه الأيام قبل الامتحان غير مفيدة بل مضرة. وبخصوص مادة الفلسفة بالنسبة للأدبيين، نصح المفتش التلاميذ، باختيار مقالة الفلسفة حسب المعلومات المتوفرة لديه حول الموضوع، أي يختار الموضوع الذي يفهمه، مع التزامه بمراحل كتابة المقالة الفلسفية. ونصح المفتش السابق للتربية الوطنية لخضر زروق، المقبلين على أمتحان البكالوريا، ب" التركيز ثم التركيز ثم التركيز"، مشددا عليهم بأخذ قسط من الراحة مع الثقة بالنفس، والأهم أن يؤكدوا لأنفسهم أنهم سيجاوبون في الامتحان للحصول على علامة 18 من 20. وهو ما سيحفزهم للتركيز أكثر مع التركيز على المواد الأساسية. ونصح زروق التلاميذ بتجنب اطلاق أحكام مسبقة على امتحان مالبكالوريا من أنه "امتحان صعب، ومصيري.. بل هو امتحان عادي جدا". وحسب المتحدث، على المترشحين في المواد الأدبية، أن يلتزموا بمراحل كتابة المقال، والمتمثلة في المقدمة، الإشكالية، العرض، والخاتمة.
مُدرّب مُعتمد للتمنية البشرية ومُرافق في مهارات تطوير النفس، الدكتور بشير جحيش: التنفس الجيد والأكل الصحي والجلوس المعتدل من أسباب النجاح ركّز المتحدث، على الجانب النفسي قبل الامتحان، مُؤكّدا "على التلميذ أن يستعدّ ويضع في حسبانه بأنه قادر على تجاوز كل الضغوط والنجاح، ويحاول التخلص من الأفكار السلبية مثل أنه لن ينجح، بالاستعاذة من الشيطان أو تغيير المكان"، وشدد المتحدث على ضرورة تعلم التلميذ للتنفس العميق من الأنف والزفير من الفم، مع اغماض العينين والتفكير في أمر مفرح أو طريف، والقول بصوت عال "أنا ناجح، ورائع"، وهنا سينتج مخه هرمونات تساعده على الراحة. ونضح جحيش بتناول أكل صحي من خضار وفاكهة، وشرب الكثير من الماء حتى في قاعة الامتحان، مع تجنب تناول السكريات مثل الشوكولاطة والحلوى صباح الامتحان وتعويضها بالفاكهة والعصائر الطبيعية، مع ضرورة الجلوس المعتدل في الكرسي يوم الامتحان، وعدم خفض رأسه كثيرا.