السؤال: أشاهد البرامج التلفزيونية خلال النهار، ولما أرى بعض اللقطات المثيرة للشهوة يخرج مني سائل شفاف، فهل صيامي يبطل بذلك؟ الجواب: السائل الشفاف الذي يخرج منك هو المذي، وهو نجس يجب غسل الذكر منه وكذا غسل المواضع التي أصابها في بدنك وثوبك، كما يجب عليك الوضوء منه لما رواه الشيخان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً وَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ». وتعمد إخراج المذي بالقبلة أو النظر أو اللمس أو التفكر يفسد الصوم ويوجب القضاء، لأنه خارج معتاد سببه اللذة، فأوجب القضاء كالمني. ويجب أن تعلم أن اجتناب اللغو والرفث من واجبات الصائم، كما دل على ذلك الأحاديث الكثيرة، منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَسْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرؤٌ صَائِمٌ». وروى ابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَإِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمُ، إِنِّي صَائِمٌ»، واللغو هو الباطل، والمنكر والرَّفَث هو الفحش. وما تشاهده من برامج ماجنة وصور خليعة ورقصات فاجرة، وما تسمعه من أغاني محرمة كله من اللغو والرفث المحرم، الذي تفقد بسببه من أجر الصيام، وتعرض نفسك للآثام الموجبة لغضب الله وعقابه.
السؤال: هل يجوز استعمال الكحل في نهار رمضان؟ الجواب: لا يحرم استعمال الكحل في نهار رمضان إن سلم من وصول شيء منه لحلقه، وهو من جملة ما يكره للصائم. ومن اكتحل نهارا فوصل الكحل إلى حلقه فعليه القضاء فقط بدون كفارة، وإن لم يصل شيء من ذلك فلا شيء عليه، وأما إن اكتحل ليلا فلا شيء عليه ولو أحس بهبوطه إلى حلقه نهارا. ففي المدونة قال مالك: «ولا يكتحل أو يصب في أذنيه دهنا إلا أن يعلم أنه لا يصل إلى حلقه، فإن اكتحل بإثمد أو صبر أو غيره أو صب في أذنه الدهن لوجع به أو غيره، فوصل ذلك إلى حلقه فليتماد في صومه ولا يفطر بقية يومه وعليه القضاء، ولا يكفّر إن كان في رمضان وإن لم يصل إلى حلقه فلا شيء عليه». ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتحل وهو صائم؟ وما ورد في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها «أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِكْتَحَلَ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ صَائِمٌ»، فالجواب عنه أن الحديث ضعيف لا يحتج بمثله، ولذا قال الترمذي في سننه: «لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء».
السؤال: عندي مشكل في صيامي يتمثل في كثرة الوسوسة عندما أتمضمض في الوضوء، إلى درجة أنني أبصق عدة مرات خوفا من الإفطار، أرجو منكم النصيحة، كيف أتخلص من مشكلتي؟ الجواب: هذه الوسوسة مذمومة، وهي من كيد الشيطان الذي يريد أن يصد بها المؤمن عن عبادة ربه ويكره إليه الطاعة، كما قال الله عنه: «إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ»، ولا يجوز للمؤمن أن يستجيب لإبليس اللعين وينساق لأمره، بل يتخذه عدوا امتثالا لأمر الله تعالى: «إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ»، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ وهو صائم يتمضمض من غير مبالغة، ولا يهتم لما بقي من أثر الماء في الفم، وكذلك كان أصحابه رضي الله عنهم يفعلون، فكن مثلهم تفز، ولا تلتفت لأثر الماء أو برودته في فمك بعد المضمضة.