يوم الأحد 5 جوان، تجمع المئات في مسجد في مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي الأمريكية لتأبين الملاكم محمد علي بمشاركة مجموعة من رجال الدين يمثلون عدة ديانات. وبدأ محمد بابار الكلمات بقصيدة قال فيها "كنت الوجه الحق للإيمان". وقال إن الجو العام كان جو سلام ورحمة. وبعد أسبوع حضر بابار الطبيب الذي يعمل في المدينة وهو من الشخصيات القيادية بين المسلمين سهرة لتأبين 50 شخصاً قتلوا في هجوم على ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا شنه أمريكي من أصل أفغاني عمره 29 عاماً. وقال بابار: "وكأن شخصاً وجه إلينا لكمة في البطن. في الأسبوع الماضي اعتقدنا أننا نفضنا هذا العبء أخيراً عن كاهلنا، لكن يبدو الآن أن هذا العبء قد عاد لكي يكون علينا أن نثبت براءتنا من شيء ارتكبه مجرم يدعي أنه من المسلمين". وسارع المسلمون في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة إلى التنديد بالهجوم وأخذت بعض المساجد إجراءات أمنية إضافية لحمايتها من ردود الفعل. وفي إطار حملة الانتخابات الرئاسية دعا دونالد ترامب المرشح المفترض للحزب الجمهوري إلى فرض حظر على الهجرة من الدول التي لها "تاريخ في الإرهاب". وقال ترامب في كلمة ألقاها في نيو هامبشير، يوم الاثنين: "علينا أن نتحلى بالفطنة والقوة واليقظة وعلينا أن نفعل ذلك الآن لأن الأوان سيكون قد فات فيما بعد". وحذرت هيلاري كلينتون المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي من "اللهجة التحريضية المناهضة للمسلمين" وقالت إنها ستجعل من "التعرف على (الذئاب المنفردة) ووقفها" أولوية قصوى إذا ما فازت في سباق الرئاسة. وفي لويفيل اتصل المسؤولون في المسجد بضابط شرطة لتوفير الأمن للإفطار الجماعي أيام الجمعة والسبت والأحد خلال شهر رمضان. وبعد كتابة شعارات مناهضة للمسلمين باللون الأحمر على جدران المركز الإسلامي في لويفيل في سبتمبر الماضي، قام المركز بتحديث وسائل الأمن بما في ذلك تركيب أقفال يتم التحكم فيها لاسلكياً ورتب لقيام ضابط شرطة بأعمال المراقبة خلال صلاة الجمعة خارج نوبة عمله. ويوم الأحد اتصل المركز الإسلامي في لونغ آيلاند في ولاية نيويورك برئيس دائرة الشرطة المحلية لترتيب وجود الشرطة في المسجد خلال صلاة التراويح. وقالت أسماء تشودري رئيسة المركز الإسلامي في لونغ آيلاند: "شهدنا ردود فعل من قبل خاصة فيما يتعلق بالتصريحات اللامسؤولة من جانب الساسة". وأضافت أنه بعد حادث إطلاق النار الذي وقع في سان برناردينو في ديسمبر تعرض المسلمون لمضايقات وكان الطلبة منهم يتعرضون لعبارات بذيئة بل وحاول قائدو سيارات دهس بعض الناس أثناء عبورهم الطريق. وقالت "نرجو أن يكون الأمر أهدأ هذه المرة". وطلب المركز الإسلامي في أورلاندو من الناس، يوم الأحد، تحاشي الصلاة خارج المسجد حيث يزيد عدد المصلين في رمضان عن سعة المركز في صلاة التراويح. وقررت سلطات إنفاذ القانون المحلية إرسال دوريات إلى الحي وقالت فاطمة رامي المسؤولة الإدارية، أن المسجد استعان بأفراد أمن إضافيين ليلاً. ودعا المركز المسلمين الذين يترددون عليه إلى التبرع بالدم لضحايا هجوم أورلاندو حتى إذا اضطرهم ذلك لعدم الصوم يوماً في رمضان. وقال المركز على موقعه، إن من الممكن تعويض الإفطار في رمضان أما الموت فلا عودة منه. وتعاونت بعض المراكز الإسلامية مع السلطات الاتحادية في عمليات التقييم التي تهدف لزيادة استعدادها لمثل هذه الهجمات وقالت إنها ستحافظ على مستويات التأمين المرتفعة التي طبقت بعد حادث سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا في ديسمبر. وقال أسامة الشامي رئيس المركز الإسلامي في فينيكس، إن المركز تلقى رسائل كراهية عديدة بالبريد الإلكتروني منذ إطلاق النار في أورلاندو وإنه يتعاون مع سلطات إنفاذ القانون المحلية ووزارة الأمن الداخلي. وقالت رسالة بتوقيع سي.جيه: "هل تدحضون القرآن عندما يأمركم بالكذب على الكافر والتظاهر بصداقته حتى يمكنكم الغدر به؟". وأجرت جمعية المسلمين لعموم منطقة دالاس في ولاية فرجينيا التي زارها وزير الأمن الداخلي جه جونسون في ديسمبر عدة تقييمات أمنية بالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون على مستوى الولاية والمستوى الاتحادي في الشهور القليلة الماضية لبحث كيفية تحسين الأمن حول المركز الإسلامي. وقال رئيسها رضوان جاكا "الأمر المحزن أننا اعتدنا على ذلك الآن". وفي لويفيل قال بابار، إن "المثليين كانوا من الداعمين للطائفة الإسلامية في كفاحها ضد تيار الخوف من الإسلام. وفي مارس عندما عقد دونالد ترامب مؤتمراً شعبياً في لويفيل وقف نشطاء المثليين والمسلمين جنباً إلى جنب احتجاجاً عليه بعد أن اقترح فرض حظر على هجرة المسلمين للولايات المتحدة". وأضاف بابار: "العنصرية والتعصب الأعمى سيان سواء كان ذلك موجهاً لهذه الجماعة أو تلك. نرجو أن ينظر إلينا المواطنون من خلال عيون محمد علي لا من خلال تلك الروح المضطربة رغم أن هذه المأساة الحمقاء تكبل آمالنا".