بوفاة الملاكم الأسطوري محمد علي، فقد مسلمو أميركا بطلهم الأعظم وسفير النوايا الحسنة للإسلام بعيون كثير من المسلمين في دولة تعاني فيها الأقلية المسلمة من سوء الفهم وعدم الثقة. وقال طالب شريف، وهو إمام مسجد محمد في واشنطن، أمام حشد من قيادات دينية إسلامية حضروا لتأبين محمد علي في واشنطن يوم السبت "أميركا يجب أن تحمد الله عليه. كان بطلا أميركيا." وأشاد المسلمون بالملاكم الراحل كبطل للعدالة الاجتماعية ونصير دائم للأعمال الخيرية ومناهض للحرب الأميركية على فيتنام. وعلاوة على ذلك، يقولون إنه كان مسلما أثار إعجاب مجتمع غالبيته من المسيحيين، رغم أنه صدم كثيرين منهم بانضمامه إلى "جماعة أمة الإسلام" وتغيير اسمه من كاسيوس كلاي إلى محمد علي في عام 1964. وقال وارث دين محمد الثاني نجل الزعيم السابق للجماعة في أميركا "عندما ننظر في تاريخ مجتمع الأميركيين الأفارقة، يبرز محمد علي كأحد العناصر المهمة في نشر الإسلام في أميركا." ومع وجود نحو 3.3 مليون مسلم في الولاياتالمتحدة يشكل المسلمون نحو واحد في المئة من عدد السكان معظمهم مهاجرون وأميركيون أفارقة اعتنقوا الإسلام. ورغم اندماجهم في المجتمع الأميركي بصورة أفضل من أقرانهم في أوروبا، يواجه المسلمون الأميركيون صعوبات كبيرة حتى في الوقت الذي تشهد فيه التركيبة السكانية تراجعا في عدد البيض والمسيحيين. وفي ديسمبر الماضي دافع محمد علي عن المسلمين بعد أن اقترح المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة بعد هجمات المتشددين في باريس وسان برناردينو في كاليفورنيا. كما استغل محمد علي تأثيره للدعوة لإطلاق سراح جيسون رضائيان مراسل صحيفة واشنطن بوست، الذي قضى 18 شهرا في أحد سجون إيران وكذلك دانيال بيرل مراسل وول ستريت جورنال الذي أسره إسلاميون متشددون في باكستان وأعدموه لاحقا في عام 2002. ومنذ هجمات سبتمبر يعاني المسلمون الأميركيون من رد فعل عنيف من الأميركيين الذين يضعون كل المسلمين في نفس فئة من يهاجمون المدنيين من المتطرفين.