تسببت سوء الأحوال الجوية التي شهدتها عدة مناطق عبر الوطن العديد من الخسائر المادية والبشرية أخطرها تلك التي عرفتها بلدية باب الوادي بالعاصمة إثر انهيار ثلاثة طوابق لعمارة قديمة خلفت وفاة شخص وجرح آخر، إضافة إلى تضرر 11 بناية بولاية جيجل نتيجة غزارة الأمطار وانهيار بناية هشة بتيبازة ، وإجلاء عائلات بتيزي وزو كانت مهددة بانجراف التربة. سجلت مصالح الحماية المدنية خلال الأربعة وعشرين ساعة الفارطة عدة تدخلات نظرا لما خلفته الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولايات مختلفة، حيث كشف الملازم برناوي نسيم، المكلف بالإعلام والإتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية بالعاصمة عن وفاة رجل في الأربعينيات من عمره عقب انهيار ثلاثة طوابق لعمارة قديمة على مستوى طريق جون جوراس بباب الوادي، إضافة إلى جرح آخر. هذا وتدخلت ذات المصالح في بلدية أزفون لإجلاء عائلتين كان يهددهما انجراف التربة إثر تسرب مياه الأمطار إلى مساكنهم. وفي بلدية واقنون تسربت مياه الأمطار إلى العديد من المساكن، وهو شأن 11 عمارة تابعة لولاية جيجل. أما في ولاية تيبازة فقد عرفت انهيار بناية أخرى لم تتسبب في أية خسائر بشرية. من جهة أخرى وحسب معلومات تحصلت عليها "الفجر"، فإن الحادث الذي وقع ببلدية باب الوادي يعود إلى هشاشة العمارة والتي هي من مخلفات زلزال الأصنام لتصنف سنة 2001 وأثناء الحملة التي شهدتها المنطقة باللون البرتقالي درجة 4 لتصنف بعدها باللون الأحمر في زلزال 21 ماي 2003، إلا أنه ورغم إخطار المهندسين المراقبين بضرورة إخراج السكان إلا أن السلطات العليا، وحسب قول سكان الحي ، أن هذه الأخيرة بقيت مكتوفة الأيدي ولم تحرك ساكنا إلا بعد حصول كارثة كما هو الحال، حيث بقيت أكثر من 16 عائلة في العراء ووفاة شاب مقبل على الزواج. ونظرا لإمكانية سقوط عدة عمارات أخرى في أية لحظة في ظل تجاهل المسؤولين للحالة المزرية التي يعيشها سكان هذه البنايات التي تعود إلى عهد الإستعمار على غرار العمارة رقم 5 بحي محمد آيت عمر التي تعيش حالة كارثية بسبب انقسامها إلى نصفين، وتخوف سكانها من سقوطها في أية لحظة، وعمارة 24 بحي جان جراس، فإن شباب المنطقة يناشدون رئيس الجمهورية بالتدخل مهددين بالدخول في مظاهرات إذا ما بقيت هذه الأوضاع على حالها. وصرح حسين كتو، رئيس المجلس الشعبي البلدي لباب الوادي وبعد أن رفض الوالي المنتدب استقبال الصحفيين أن البلدية ستتكفل بإعادة إسكان العائلات المتضررة بداية من اليوم، هذا وسيستفيد سكان ثلاث عمارات هشة من سكنات جديدة في انتظار إعادة إسكان عائلات أخرى حسب قول ذات المتحدث. مع العلم أن العمارة التي تعرضت لسقوط أسقف ثلاثة طوابق تم التكفل بهم أمس حيث تم تحويلهم إلى مقر مدرسة مع تقديم لهم الوجبات وكافة المستلزمات الضرورية.