لقي صباح أمس شخص حتفه وجرح آخرون جراء انهيار ثلاثة طوابق بالعمارة رقم 9 في شارع محمد وعلي إشعلالن (جون جوراس سابقا) بباب الوادي المتكونة من خمسة طوابق وقد أدى الحادث الذي وقع في حدود السابعة وعشر دقائق الى فرار النزلاء الذين ظنوا للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بزلزال، وقد سارعت مصالح الحماية المدنية على الفور للتدخل والبدء في البحث عن الشخص الهالك الذي استغرق ازيد من ساعة ونصف. مرة أخرى تتهاوى عمارة أخرى قديمة تعود إلى العهد الاستعماري بباب الوادي ويكون السبب دائما إهمال الجهات المعنية لوضعية النزلاء الذين ذكروا لنا أن الوعود التي قطعتها الدائرة الإدارية لباب الوادي تبخرت وانتهت بكارثة كادت تأتي على النزلاء "لولا ستر الله" على حد تعبير إحدى المواطنات التي وجدناها في حالة نفسية مضطربة رفقة عدد من المنكوبين قابعين بسلالم الطابق الأرضي الذين أوضحوا لنا أن صاحب العمارة هو المسؤول عن الحادثة لأنه سمح لعائلة أخرى ببناء مسكن فوضوي على السطح فضلا عن كونه قام بأشغال في الطابق الأخير، التي تكون هي النقطة التي أفاضت الكأس، وتسببت في انهيار الطوابق ال 5و 4 و3 وسقوطها على الطابق الثاني الذي توفي به الضحية (ح.مراد) البالغ من العمر 39سنة والمقبل على الزواج. وحسب شهود عيان فقد سارع أعوان الحماية المدنية الى التدخل رفقة أفراد الشرطة الذين طوقوا المكان ومنعوا به حركة السيارات والراجلين ، فيما احتج النزلاء على الجهات المعنية التي لم تبادر بترحيلهم الى سكنات لائقة أو حتى شاليهات مؤقتة، خاصة وأن العمارة مهددة بالانهيار ومصنفة - حسب السكان - في الخانة الحمراء، وازدادت خطورتها منذ زلزال2003. إذ بقيت العائلات تعيش على وقع الوعود لكنها بقيت وضعيتها تراوح مكانها، الى أن انهارت على رؤوسهم، وتفيد مصادرنا أن صاحب العمارة يكون قد اقتيد الى مركز الشرطة بطلب من العائلات المنكوبة التي صرحت لنا أن صاحب العمارة خاض حربا ضدهم منذ أزيد من عشر سنوات حيث كان يؤجر السكنات ب240 دج قبل السبعينات ليرفع حقوق الإيجار الى 7000و9000 دج لإجبارهم على الخروج كما قام بمقاضاتهم والمطالبة بإيجار قيمته 12000 دج شهريا. وأضاف أحد سكان العمارة أن النزلاء يشغلون العمارة منذ الاستقلال وأن المصالح المعنية وعدتهم بترحيلهم قبيل عيد الفطر الماضي ثم أرجأوا ذلك إلى عيد الأضحى المقبل لكن "يبدو أننا صرنا ضحايا قبل موعد الأضحى !! " يقول معلقا ليضيف آخر أن "أرواح النزلاء معلقة برقاب المسؤولين المباشرين الذين لم يسجلوا حتى حضورهم ومعاينة الحادثة". للإشارة فإن النسيج العمراني القديم بالعاصمة صار هاجسا كبيرا بالنسبة للشاغلين والمجاورين، وتسجل في كل مرة حادثة تخلف ضحايا ومثال ذلك فندق قديم بالقرب من ساحة بور سعيد بالجزائر الوسطى وعمارة أخرى بشارع طنجة والقائمة مفتوحة، مما يتعين على الجهات المسؤولة الإسراع في ايجاد حلول ناجعة لشاغلي البناءات القديمة التي انتهت - حسب الخبراء- فترة حياتها، ولم تعد تصمد أمام العوامل الطبيعية المؤثرة.