أعلنت قيادة الدرك الوطني، أمس، أن اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني سيبدأ اليوم زيارة رسمية الى تونس "بدعوة من نظيره عبد الرحمن الإمام، قائد الحرس الوطني التونسي"، تدوم لمدة يومين. * وسيكون اللواء بوسطيلة مرفوقا بوفد يضم إطارات سامية في المؤسسة العسكرية منهم خبراء سبق لهم زيارة تونس حسب معلومات متوفرة لدى "الشروق اليومي" لصلتها بملف التهريب، وكان هؤلاء قد تباحثوا مع نظرائهم التونسيين تمهيدا لزيارة قائد الحرس الوطني التونسي للجزائر في فيفري الماضي. * وكشفت مصادر أمنية مسؤولة ل"الشروق اليومي"، ان المباحثات ستركز على مسألة تأمين الحدود ومراقبتها من تغلغل عناصر "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" على خلفية حادثة اختطاف الرهينتين النمساويتين في الصحراء التونسية في 22 فيفري الماضي. * وأفاد بيان صدر عن خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، أن "المحادثات بين الجانبين التونسيوالجزائري، ستتمحور أيضا حول ضمان أمن الأشخاص والممتلكات وبحث التعاون العملي وتبادل الخبرات"، إضافة الى بحث التنسيق الأمني في مجال مكافحة الجريمة العابرة للحدود خاصة التهريب. * وكان قائد الحرس الوطني التونسي قد قام بزيارة تعد الأولى من نوعها للجزائر والتقى قائد سلاح الدرك الوطني، كما تنقل الى المدرسة العليا للدرك بيسر، ومعهد الإجرام والأدلة الجنائية ببوشاوي الذي سيفتح قريبا، كما عاين التجهيزات الحديثة الخاصة بالتحقيقات القضائية التي تدعم بها جهاز الدرك الوطني. * ويدرج مراقبون هذه الزيارة في إطار التعاون الأمني بين الجزائروتونس، حيث تم الانتهاء من ترسيم الحدود بين البلدين مما يسمح ب"توحيد الجهود" لمواجهة جميع أشكال الإجرام، خاصة الجريمة العابرة للحدود، وخاصة التهريب. * وكان المقدم علي ولحاج، قائدة الدائرة الجهوية الخامسة لحرس الحدود بالقيادة الجهوية الخامسة للدرك بقسنطينة قد أكد في لقاء سابق ب"الشروق اليومي" وجود توافق ميداني بين حرس الحدود الجزائريين والحرس الوطني التونسي في مجال مكافحة التهريب، وينتظر أن تكلل زيارة اللواء بوسطيلة بالتوقيع على بروتوكول عمل ميداني لتفعيل التعاون الثنائي منها إنشاء دوريات مشتركة لمراقبة الحدود الشرقية. * ويرى مصدر أمني مسؤول، أن التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات الإرهابية يأتي في مقدمة المباحثات على خلفية قضية اختطاف السائحين النمساويين بالصحراء التونسية، وكان وزير الداخلية نور الدين زرهوني قد صرح في وقت سابق أن "الجماعة السلفية" للدعوة في الجزائر كانت متورطة في الاشتباك بين جماعة تونسية مسلحة وقوات الأمن التونسية بمنطقة سليمان جنوب مدينة تونس. * وقال زرهوني في تصريح للإذاعة الوطنية يومها إن "مصالح الأمن الجزائرية تقوم بتنسيق أمني رفيع المستوى مع مصالح الأمن التونسية لتحديد هوية العناصر الجزائرية التي شاركت أو تورطت في أحداث تونس الأخيرة". * وتسعى قيادة الدرك لتفعيل التنسيق الأمني في مجال تبادل المعلومات حول الشبكات الإجرامية والإرهابيين التونسيين محل بحث على خلفية أن قوات الجيش الجزائري تمكنت في عمليات متفرقة من القضاء على إرهابيين يحملون الجنسية التونسية التحقوا بصفوف "الجماعة السلفية" بالجزائر، حيث تفيد مصادر على صلة بالملف أنه سيتم التركيز على مكافحة شبكات دعم وتمويل الإرهاب بعد إحباط حرس الحدود بالشريط الحدودي الشرقي محاولات تهريب نوع من الأسمدة الفلاحية الخام يمكن استخدام بعض تركيباتها كمواد متفجرة شديدة المفعول في صناعة القنابل التقليدية والأحزمة الناسفة وشبكات الجرائم الاقتصادية، خاصة منها عصابات التهريب التي يتزعمها أشخاص من جنسيات مختلفة أبرزها المختصة في تهريب المرجان الى ايطاليا عبر تونس، وكذلك اللحوم الجزائرية الى تل أبيب عبر تونس دائما.