لازالت الأم شرقي ربيحة، زوجة خيثر لخضر، التي تعرضت لافتراس الجرذان ليلة الجمعة، إلى السبت، طريحة فراش تعاني الآلام الحادة على مستوى الأطراف، رغم الإسعافات الأولية التي تلقتها بمصحة خميس الخشنة، حيث وصف لها الأطباء إجراءات وقائية وأدوية للعلاج تجنبا للتفاعلات والأعراض الجانبية التي قد تحدث جراء الجراح المتورمة. وتلازم هذه الأم الفراش في وضعية نفسية صعبة، خاصة بعد تسريحها من المصحة وإجبارها على المغادرة والعودة إلى البيت في وقت تعرف أسرتها فقرا مدقعا بالتوازي مع المحنة التي حلت بها. وعلى الرغم من تنامي الأوبئة في وسط السكان هناك، حيث وقع تهديم بيوت 23 عائلة بحي أولاد حمادة، إلا أن مصالح البلدية لازالت لم تحرك ساكنا إلى حد الآن ولم تلزم أعوانها عناء التنقل إلى الحي للاطلاع على الوضع ومحاولة انتشال السكان من أوضاعهم. إذ أكد المتضررون من هذه المحنة أن أولادهم لازالوا متوقفين عن الدراسة. وبعض العائلات أجبرت على التسول لطلب القوت بعدما فقدت أمتعتها وأوانيها المردومة في عمق التراب عقب مرور الجرافات نهار الثلاثاء، في حين تبقى عائلات أخرى تكابد الهموم لما حل بها، لاسيما الصبية الذين تضرروا كثيرا من القنابل المسيلة للدموع التي استعملتها القوة العمومية لحظة مداهمة البيوت لإخلائها من نزلائها وتمكين الجرافة من التهديم.على سبيل الذكر تعاني الصبية ابتسام العيفاوي، في شهرها السابع، من صعوبة في التنفس على غير عادتها، شأنها شأن الأم السيدة هلال المصابة بداء السكري أيضا، والتي تلازم الفراش بالموازاة مع المراقبة الطبية المركزة جراء إصابتها بنوبة أدت بها إلى الإغماء.الشروق اليومي وفي معاينتها للوضع الصحي هناك تبين أن أفراد الأسر في نكبة حقيقية، حيث يضطر هؤلاء إلى قضاء الحاجة في الخلاء، وفي الشعاب، فيما يقضي معظمهم الأوقات تحت أشعة الشمس الحارقة والعوامل الطبيعية الصعبة. من جهة أخرى، علمت الشروق اليومي أن مصالح البلدية ومديرية الأشغال العمومية لولاية بومرداس تحركت صبيحة أمس الأحد، إلى حي أولاد حمادة وقامت بإحصاء السكان الذين تعرضت سكناتهم للهدم كخطوة أولى لتسوية أوضاعهم. فيما تحرك السكان لترتيب شؤونهم وجمع ما يمكن جمعه من وثائق لمقاضاة البلدية والمطالبة بالتعويض عن الخسائر التي لحقت بهم جراء الهدم التعسفي.