السائحان النمساويان المفرج عنهما من قبل تنظيم القاعدة توصلت أجهزة الأمن الى الكشف عن مخطط إرهابي يتمثل في إيفاد جماعة إرهابية من المنطقة الجنوبية الشرقية تضم حوالي 15 إرهابيا الى منطقة الوسط لتفعيل العمل الإرهابي، ولا تستبعد بعض المصادر أن تضم هذه الجماعة إرهابيين أجانب سيتم تجنيدهم في الاعتداءات الانتحارية. * هذا في وقت يتردد أن أموال الفدية التي قبضتها "الجماعة السلفية" وقدرها 5 ملايين أورو، نظير إطلاق سراح السائحين النمساويين، يتم استغلالها لتجنيد إرهابيين جدد. * * * أمير المنطقة الثانية يطيح "ميدانيا ب "درودكال" داخل "الجماعة السلفية" * وقالت مصادر مؤكدة ل "الشروق اليومي"، إن معلومات تحصلت عليها أجهزة الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب، تفيد بمساعي نقل حوالي 15 إرهابيا من ضواحي منطقة بسكرة باتجاه منطقة الوسط الى معاقل "الجماعة السلفية" تحت إمرة "عبد المالك درودكال"، ويرجح أن يكون من بين هؤلاء أجانب من جنسية ليبية وموريتانية. * واستنادا الى معلومات متوفرة لدى "الشروق اليومي"، فإن "مولاي عبد الرشيد" المعروف ب"أبو حذيفة يونس العاصمي " وأيضا "حذيفة الجند" أمير المنطقة الثانية يكون قد اتصل بالمدعو "يحيى جوادي" (يحيى أبو عمار) "أمير منطقة الصحراء" لتسهيل نقل هؤلاء من ولاية بسكرة الى ولاية تيزي وزو، حيث تكون مصالح الأمن قد رصدت تحركاته في الضواحي، خاصة في ظل الحصار الذي تفرضه أجهزة الأمن على تنقلات الإرهابيين، حيث تم تشديد الرقابة في الحواجز الأمنية لإحباط أي محاولة تغلغل وسط المواطنين، خاصة وأنه لا يستبعد تسلل إرهابيين تحت غطاء موالين تحسبا لعيد الأضحى. * لكن اللافت أن هذه "الأوامر" صدرت عن أمير المنطقة الثانية وليس الأمير الوطني وكانت موجهة لأمير "جهوي" هو أمير المنطقة الرابعة (منطقة الصحراء) في ظل التقسيم الإرهابي الجديد، ما يؤكد معلومات نشرتها "الشروق اليومي" في وقت سابق تفيد بمحاولة مولاي عبد الرشيد، الذي كان أميرا للمنطقة السادسة في عهد "الجيا" ويعد من بقايا التنظيم "الدموي"، الانفراد بالسلطة وإصدار القرارات، ولا يستبعد متتبعون للشأن الأمني أن يكون "حذيفة" قد لجأ الى تجنيد هؤلاء ويكونون من "المتشددين القدماء" بعد القضاء على نواة التنظيم الإرهابي وأغلب قادته ومسؤوليه، كما أن هذه المعلومات تكشف على صعيد آخر، نقص التجنيد في المنطقة الثانية التي تضم المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي، ما تطلب "الاستنجاد" بعناصر إرهابية من منطقة الصحراء لتنفيذ اعتداءات إرهابية في منطقة الوسط، خاصة بعد إيفاد "درودكال" في وقت سابق عددا من الإرهابيين في الوسط الى مناطق الشرق والغرب لتفعيل النشاط الإرهابي وفك الضغط عن الحصار المفروض على المعاقل الرئيسية، كما تم "إرسال" عديد من المجندين الجدد خارج هذه المعاقل لإحباط محاولات تسليم أنفسهم بعد ترددهم في القيام باعتداءات انتحارية. * * تراجع التجنيد بشكل لافت ومخاوف من "الخيانة" * ويواجه تنظيم "الجماعة السلفية" صعوبات في تجنيد الأفراد، رغم الإغراءات المالية التي طرحها للمجندين للانضمام لصفوفه، ليتحول الى تجنيد الأجانب، خاصة الموريتانيين والليبيين الذين يتواجدون بشكل لافت في صفوف التنظيم الإرهابي وتمكنت أجهزة الأمن من تحديد هوياتهم وهم محل بحث، ويصل عددهم الى حوالي 40 إرهابيا أجنبيا. * وتكون قيادة التنظيم الإرهابي استنادا الى شهادات إرهابيين موقوفين أو تائبين حديثا، قد لجأت الى العنصر الأجنبي خوفا من "خيانة" عناصرها، في ظل تسجيل تردد كبير، خاصة في تنفيذ اعتداءات انتحارية، كما أصبح عديد منهم يستغلون إيفادهم في مهمات إرهابية لتسليم أنفسهم.