مستشفى بني مسوس بالعاصمة فتحت، أول أمس، محكمة بئر مراد رايس ملف مستشفى بني مسوس الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة إثر فقدان 31 مريضا بمصلحة طب العيون بصرهم بعد حقنهم بدواء "لافستان" المخصص لعلاج سرطان القولون، وهو ما وضع كل من الدكتورة "م.ف" ورئيس المصلحة البروفيسور "ن.أ" في قفص الاتهام ومواجهة تهمة الخطأ الطبي المِؤدي الى عاهة. * يأتي ذلك في الوقت الذي أثبتت فيه الخبرة أن سبب فقدان المرضى البصر للبصر راجع لعطل جهاز التطهير بقاعة العمليات وليس للدواء، وهو ماقد يسقط المسؤولية عن المتهمين الذين صرحا في الجلسة أنهما أفنا حياتهما في خدمة هذه المصلحة وأن الخبرة التي يتمتعان بها جعلتهما يأخذان حالة المرضى بعين الاعتبار. * * * رئيس مصلحة طب العيون: الدواء يستعمل في باقي المستشفيات والعيادات الخاصة * * المتهمان: "خبرتنا مشهود لها في المصلحة" * تسأل القاضية الطبيبة: "أنت اليوم متابعة بجنحة الخطأ الطبي المؤدي لعاهة مستديمة، ماقولك؟، الطبيبة: "شرحت للمرضى حالتهم وأخبرتهم باسم الدواء الذي سيحقنون به، كان رد جميعهم ايجابيا، وبعد دخولهم القاعة خضعوا لإجراءات وقائية وصحية كارتداء مآزر وقائية قبل حقنهم بالدواء". القاضية: هل سبق وأن جرب هذا الدواء وكانت له نتائج ايجابية، الطبيبة: "نعم سيدتي الرئيسة، سبق وأن تم تجريبه في المصلحة ولم تكن له أي مضاعفات"، القاضية: "هل تم حقن جميع المرضى بقارورة واحدة من لافستان". الطبيبة: "يجب أن لا تتجاوز مدة استعمال القارورة 24 ساعة وقد احترمت هذه المدة"، هل كان رئيس المصلحة على علم بأنك ستحقنين المرضى بدواء "لافستان"، الطبيبة: "نعم سيدتي الرئيسة"، القاضية: هل تأكدت من أن جهاز التطهير يشتغل بصورة جيدة في غرفة العمليات"، الطبيبة: "ليس من صلاحياتي مراقبة ما إذا كانت وسائل التطهير تعمل أم لا"، الى هنا تستجوب رئيس مصلحة طب العيون البروفيسور "ن.أ". القاضية: "هل كنت على علم بأن المرضى سيحقنون بهذا الدواء". البروفيسور: "نعم سيدتي الرئيسة وسأشرح لك، الدواء سبق وأن استعمل في باقي المستشفيات وعيادات خاصة ببلادنا وأثبت نجاعته". القاضية : هل كنت على علم بأن جهاز التطهير معطل "لا سيدتي الرئيسة". القاضية: "أنت كرئيس مصلحة. هل هناك صيانة دورية لقاعة العمليات"، البروفيسور "نعم . هناك مسؤول صيانة يتولى هذه المهام". القاضية: "متى علمتم أن جهاز التطهير معطل؟ البروفيسور : "بعد الحادث مباشرة سيدتي الرئيسة، من جانب آخر تشابهت تصريحات الضحايا 11 ممن حضروا الجلسة في أن الطبيبة التي حقنتهم لم تخبرهم بنوعية الدواء المستعمل، في حين أكدت لهم أنه يقوي البصر، وهو ماجاء على لسان كل من الضحايا الهادي مراد، أعراب كريمة، بوكتاش محمد، بورغي عبد الناصر، تامزايت ناصر، عائشة حلحال، عائشة طوير، مغسل زينب، منصور باية، قاصدي يزيد. * الشاهد الوحيد في هذه القضية يدعى "رشيد.ب"، وهو مراقب طبي بمصلحة طب العيون بالمستشفى، أكد لهيئة المحكمة أن جهازالتطهير معطل. * من جهة أخرى رافع دفاع الضحايا مطولا مستندا الى فرضيتين، الحقنة التي استعملت أو انعدام النظافة بقاعة العمليات، مؤكدا في ذات السياق أن دواء "لافاستان" غير مرخص به على مستوى وزارة الصحة ويستورد بصفة استثنائية في حالات الاستعجال، ليلتمس في الأخير 300 مليون سنتيم كتعويض لكل ضحية. * أما وكيل الجمهورية فالتمس للمتهمين عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 15 ألف دج فيما تمسك دفاع المتهمين بالخبرة التي تؤكد أن جهاز التطهير بقاعة العمليات كان معطلا وأن الدواء ليس سبب فقدان المرضى للبصر، مضيفا "أن الشاهد ليس بخبير ليصرح أن الجهاز يشتغل"، كما اعتبر القضية مدنية ولا تستدعي تحميل المتهمين عقوبة جزائية، ليلتمس البراءة، ويسدل الستار عن المحاكمة في انتظار النطق بالحكم إلى الأسبوع المقبل.