المغرب/أرشيف لغز محيّر مازال يكتنف قضية السيدة فريدة سالم بوختاش، جزائرية الأصل وفرنسية الجنسية، حيث تجد صعوبات في إثبات نسب ابنتها »يقين« ثمرة زواجها بالفاتحة من الجزائري ابراهيم لوصيف بفرنسا؛ زواج وصفته فريدة بالمصلحة بحكم ثرائها. * الغريب في هذه القضية الشائكة، أن زوجها لم يطلقها وأعاد الزواج من مواطنة مغربية وسجله بالمغرب واعترف بطفل منها يدعى »ريان« كان نتيجة حمل زائف من أجل الحصول على تأشيرة لفرنسا يكون قد تورط فيه طبيب مغربي سيمثل أمام القضاء المغربي في 29 ديسمبر المقبل بتهمة التزوير حسب ماورد في ملف تحصلت »الشروق« على نسخة منه . * وفيما تتمسك فريدة بإجراء تحاليل »أدي أن« لزوجها لإثبات نسب ابنتها يقين، يشترط القضاء المغربي عقد الزواج للنظر في ملفها. * التقت الشروق بهذه المواطنة بمحكمة عبان رمضان وبين يديها ملف شائك أبت إلا ّأن تكشف أوراقه للصحافة، حيث كانت بصدد مقابلة وكيل الجمهورية لطرح مشكلها الذي أثقل كاهلها سعيا منها في الحصول على عقد قران يحفظ سمعة هذا الزواج. * * * أطباء مغاربة تورطوا في قضية حمل زائف للحصول على تأشيرة لفرنسا * تزوجت فريدة سالم بوختاش من ابراهيم لوصيف، الجزائري الأصل والفرنسي الجنسية أيضا في 29 ديسمير 2001 بليون، بناءً على الفاتحة في حفل حضره إمام من جنسية مالية وعدد من الشهود، وبعد سنوات قليلة كانت ثمرة هذا الزواج الطفلة »يقين« ذات الأربع سنوات. * ولم يدم الزواج طويلا بسبب تنصل الزوج عن مسؤوليته الزوجية ورفضه الاعتراف بزواجهما وتسجيله إداريا لأسباب مجهولة، وكان الانفصال دون طلاق وغادرت فريدة فرنسا سنة 2007 لتحط الرحال بالمملكة المغربية حيث تملك سكنا ومؤسسة خاصة بالديكور، آخذة على عاتقها مسؤولية تربية ابنتها، ولكنها في الوقت ذاته كانت تراقب عن بعد زوجها الذي كان يتردد هو الآخر على المغرب. * وسرعان ما تفاجأت بزواجه من فتاة مغربية لا يتجاوز عمرها 19 سنة تدعى »خديجة.م«. ولأن زواجه بالأولى لم يسجل بفرنسا فقد قدم نفسه بالحالة المدنية بالمغرب على أنه أعزب وهو ما دفع فريدة إلى رفع شكوى ضده أمام القضاء المغربي من أجل إلغاء الزواج بحكم أنها مازالت على ذمّته ووالد ابنتها يقين وطالبت بتحاليل »آدي.ان« لإثبات نسب ابنتها، غير أن القضاء المغربي رفض شكواها بحجة أنها لا تملك وثيقة عقد زواج ومن هنا سعى الزوج حسب محدثتنا للعودة إلى فرنسا رفقة زوجته المغربية ولكنه وجد صعوبات في الحصول على تأشيرة، ولم يجد سوى تقديم ملف يحمل شهادة حمل مزوّرة لزوجته الثانية على أنها في الشهر الرابع حصل عليها من طبيب مغربي مختص في أمراض النساء والتوليد وهنا سعت فريدة وراء إظهار الحقيقة بمفردها، خصوصا بعدما اعترف الزوج بالطفل ريان الذي تكون قد وضعته زوجته الثانية، حيث لجأت لنفس الطبيب ومنحها بناءً على رغبتها شهادة طبية تثبت حملها. * غير أن الطبيب الشرعي أكد أن هذه الأخيرة وبعد إنجابها لطفلتها تعرضت لمشكل صحي فأصبحت عاقرا، وهي الشهادة التي استند إليها دفاع فريدة، تحصلت الشروق على نسخة منها، من أجل تحريك دعوى قضائية ضد كل من الزوج وزوجته الثانية والطبيب بتهمة تزوير شهادة طبية للحصول على تأشيرة لفرنسا. وحسب ما تشير إليه أوراق الملف، فقد استمعت الشرطة القضائية بالدار البيضاء إلى زوج فريدة في قضية ما وصفت بالحمل الزائف وأحالتها على القضاء المغربي الذي سيفصل فيها في 15 ديسمير المقبل، أما الطبيب فسيستمع إليه وكيل الملك بحسب التشريع المغربي في 29 ديسمبر المقبل. * وأكدت محدثتنا أنها تتمسك بتحاليل »أدي.أن« لإثبات نسب ابنتها يقين وأن زوجها منع من خروج المغرب مدة 14 يوما بعد تحريك الدعوى ضده، مضيفة أنه سبق واعترف لها بأنه أرغم على الاعتراف بالحمل الزائف من الزوجة الثانية خوفا من أن تسلط عليه عقوبة لا تكون أقل من 10 سنوات حسب ما ينص عليه التشريع المغربي. * وحسب ماجاء في عريضة لمحامي محدثتنا المغربي »محمد أسناوي«، تحصلت الشروق على نسخة منها، »أن الزوج رفض رفضا قطعيا إجراء فحوصات أدي.أن أثناء مساءلته لدى الضبطية القضائية وهو ما يثير الشك حسب الدفاع ويؤكد مصداقية موكلته، وطالب في التماس إلى السيد وكيل الملك للمحكمة الابتدائية للدار البيضاء إحالة كل من موكلته وابنتها وزوجها ابراهيم لوصيف وزوجته الثانية وطفلها على المختبر الوطني للدرك بالمغرب قصد أخذ عينات من السائل المنوي لإظهار الحقيقة«. * وقد تحصلت «الشروق« على رد على رسالة من ملك المغرب »محمد السادس« سردت فيها فريدة تفاصيل القضية، ومن بين ماجاء في الرد »اطّلاع ديوان الملك على مضمون الرسالة واتخاذ الإجراءات القانونية فيها مع إخبار المعنية بكل جديد عنها«. فهل سيتحرك القضاء الجزائري بالمقابل للفصل في هذه القضية قبل أن تأخذ منعرجا آخر.