"أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، وأيمن الظواهري، الرجل الثاني في التنظيم، وأتباعهما، طائفة من الجُهّال، ابتدعوا مذهبًا إجراميًا يبرر القتل بالجملة.. يريدون فرضه على المسلمين".. * هكذا كتب الشيخ سيد إمام، مفتي ومؤسس تنظيم الجهاد في مصر ضمن مراجعاته الجديدة التي تنشرها جريدة "المصري اليوم" منذ حوالي أسبوع، وخصص حلقتها المنشورة في عدد الأمس إلى طريقة صعود أيمن الظواهري مبرزا كيفية تسلقه أكتاف الآخرين ورهانه على الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر قبل أن يفشل رهانه وتتفكك الجماعة، فحاول بعدها ابتداع فرع للقاعدة بالمغرب العربي يخشى حتى الآن من دعمه علانية بسبب تخوفه من فشل الرهان مرة أخرى. * ما قاله سيد إمام، يعد مفاجأة بكل المقاييس خصوصا عندما يشرح قائلا إن أحد أهم أسباب اختراع تنظيم القاعدة ارتبط بفشل الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" بالجزائر في تحقيق طموحات أيمن الظواهري رفقة سلسلة خيبات أخرى في مصر والسودان، حيث يقول سيد إمام أن الظواهري وبعدما أفلس في مصر، وهرب من السودان،(...) تسلق على أكتاف الجماعة المسلحة الجزائرية، وظل يحرضهم على الإسراف في القتل في مجلات "المجاهدون" و"الأنصار" الصادرة من لندن، وظل يبرر لهم أفعالهم لسنوات لمجرد أن يكون له حضور في ساحة الإعلام الجهادي، ولتكون له يدٌ عند تلك الجماعة عند وصولهم لحكم الجزائر الذي ظنه وشيكًا، ثم لما كثر النقد ضد هذه الجماعة تراجع الظواهري عن تأييده لها ليبقي على ماء وجهه، بعدما برّر لهم الإجرام كما يبرره اليوم لابن لادن". * وفي الفصل الرابع من وثيقته "التعرية لكتاب التبرئة"، يلخص إمام- كما يقول- حقيقة أيمن الظواهري، مؤكدًا أن هدفه هو "الوصول إلى قيادة الأمة الإسلامية، ووسيلته رفع شعارات تحرير المقدسات الإسلامية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف لجأ إلى أخسّ صور الانتهازية وضحّى بالإسلام وحرّف أحكام الدين، كما عاش حياته يتسلق على أكتاف الآخرين من أجل الشهرة والنجومية والزعامة"، ويرصد إمام كيف تسلق الظواهري على أكتافه هو في البداية، سواء في أمور الدين أو الدنيا، مكررًا حكاية سرقة كتابه "الجامع"، وتهديده لياسر السري لكي لا يطبع الكتاب، ثم تسلق على أكتاف ودماء إخوانه في جماعة الجهاد، وباعهم مرتزقة للمخابرات السودانية لتنفيذ عمليات قتالية في مصر رغم علمه بعدم جدواها، ثم تسلق على أكتاف الجماعة المسلحة الجزائرية، وهكذا استمر في التسلق(...) وحذر "إمام" شباب المسلمين، الذين "يصطادهم هؤلاء بمجموعة من الأفكار المنحرفة والخطب الحماسية، ليلقوا بهم إلى المهالك بدون أي طائل ولا أدنى إنجاز على أرض الواقع إلا الصياح الإعلامي الذي يُغطون به على جرائمهم ويلبّسون به الأمور على الناس، وقد أدرك الظواهري أهمية الإعلام ودوره في صنع الشهرة والنجومية أثناء محاكمات قضية الجهاد الكبرى 1981، فبالرغم من هامشية دوره في الأحداث إلا أن كثرة مخاطبته لوسائل الإعلام في المحكمة أدت إلى تضخيم حجمه، فعرف أهمية الإعلام من حينئذ، حتى غطى هذا على ما فعله بإخوانه من الإرشاد عنهم والشهادة ضدهم في المحكمة لينجو بنفسه".