ظهر زعيم تنظيم القاعدة، لأول مرة منذ ما يزيد عن العام، في شريط فيديو جديد نشر على شبكة الإنترنت, مدته أربعون دقيقة، أثنى فيها على مقاتلي القاعدة الذين سقطوا في معارك أفغانستان, وقال بن لادن الذي كان يلبس ثيابا عسكرية في مكان مكشوف وغير محدد "السعيد من اتخذه الله شهيدا (..) خاتم الأنبياء يتمنى هذه المنزلة"، وذلك في جزء لا يتعدى دقيقة من الشريط. ظهر بن لادن في شريط انتجته مؤسسة السحاب الذراع الإعلامي للقاعدة, وخلفه حارس شخصي، فيما كان يبدو وكأنّه بصدد التحدث إلى مجموعة أشخاص, وهو يرتدي قبّعة الأفغان الشهيرة فيما غطى الشيب لحيته, حيث أشاد زعيم القاعدة بالشهادة كسلاح وطريق لمجد المسلمين في شريط مصور قالت شبكة "سي أن أن" انه تم التقاطه قبل بثه على مواقع إسلامية راديكالية على شبكة الانترنت, فيلا حين أشارت إلى أنها لا تستطيع التأكد من صحته وترجمته من العربية إلى الانجليزية على موقعها على الانترنت مضيفة انه لا توجد إشارة إلى مكان التصوير أو موعد تصويره, وان الفيديو تضمن مقاطع قديمة, ولكنها خلصت إلى انه قد تم إعداده خلال الأسابيع الأربعة الماضية, فيما قالت وكالة أنباء اسوشيتدبرس أنه، تقول "إنه كان يتحدث في الخلاء وقد ارتدى زيا عسكريا مموها". ويظهر في الشريط الذي عنوانه "مفاجأة خاصة من السحاب: ريح الجنة الجزء الأول", من سلسلة ستنشر تباعا, والذي حمل شعار الجناح العسكري لتنظيم القاعدة, وعلامة "شركة السحاب للإعلام" التي عادة ما تتولى بثّ بيانات القاعدة", عدة مسؤولين حاليين وسابقين في القاعدة يتحدثون عن الشهادة وعن "شهداء" التنظيم، فظهر مصطفى أبو اليزيد، الذي يدعي أنه يقود القاعدة في أفغانستان، يمتدح من اسماهم ب"الفرسان الشجعان الذين لبو النداء لطرد المحتل الذي دنس أرض أفغانستان الطاهرة", كما ظهر أيضا في التسجيل أبو يحيى اليلبي الذي كان قد هرب من قاعدة باجرام الجوية الأمريكيةبأفغانستان منذ نحو عامين, وهو تجميع لمشاهد وثائقية وشهادات لإسلاميين قتلوا من مناطق تتراوح بين شمال إفريقيا وطاجيكستان بآسيا الوسطى, وعرض في الشريط بعض المتشددين وهم يتلون وصاياهم . وفي الآونة الأخيرة تزايدت الأشرطة التي تحمل رسائل صوتية أو مصورة لنشطين في تنظيم القاعدة على مواقع إلكترونية, وفضلا عن نشطين في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذين تبنوا عمليات في الجزائر والمغرب، تجاهل زعيم القاعدة أسامة بن لادن أي إشارة للتفجيرات الأخيرة التي ضربت قصر الحكومة, واستهدفت ثكنة عسكرية بمنطقة الاخضرية, وكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بعث قبل أسابيع قليلة رسالتين مصورتين تحدث فيهما عن الوضع في الأراضي الفلسطينية وقضايا أخرى من ضمنها العراق. وقالت اوكتافيا نصر كبير محرري (سي ان ان) للشؤون العربية أن ابن لادن لم يظهر إلا في جزء استغرق 50 ثانية من الشريط أكد فيها أن النبي محمد كان يريد الشهادة, أين قال أن "خاتم الأنبياء والمرسلين عليه السلام يتمنى هذه المنزلة فلتعوا واعقلوا ما هي هذه المنزلة التي يتمناها خير البرية علية الصلاة والسلام يتمنى أن يكون شهيدا (والذي نفس محمد بيده لوددت لأغزو فاقتل ثم أغزو فاقتل ثم أغزو فاقتل" فهذه الحياة الطويلة العريضة يختصرها الذي يوحى إليه من من رب السموات والأرض سبحانه وتعالى.", وظهر أيضا في نفس الشريط مصطفى أبو اليزيد الذي عين قائدا جديدا للقاعدة في أفغانستان في ماي مشيدا بالمقاتلين المستعدين للموت من اجل قضية الجهاد. حسب مؤسستين ترصدان نشاط القاعدة على الانترنت, من المرجح أن يكون الشريط قديما, حيث قالت مؤسسة "سايت" التي مقرها الولاياتالمتحدة والمتخصصة في رصد المواقع الإسلامية لاسيما المواد الإعلامية التي ينشرها تنظيم القاعدة أن الجزء الذي يظهر فيه بن لادن قديم, كما ذكرت مؤسسة "انتل سنتر" التي تقوم بنشاط مماثل أن الجزء الذي يظهر فيه بن لادن قديم ولو أن الشريط الذي بث على الانترنت جديد, فيما ذهب مراسل "بي بي سي" للشؤون الأمنية فرانك جاردنر إن ابن لادن لم يشر في تسجيله الجديد للتطورات الحالية بعكس مساعده أيمن الظواهري الذي يعلق في تسجيلاته على الأحداث الجارية. للتذكير ففي الأسابيع الأخيرة، أعلنت عدة مواقع إلكترونية متشددة أنّه "ستكون هناك أخبار جيدة من الشيخ أسامة بن لادن", ففي الآونة الأخيرة تزايدت الأشرطة التي تحمل رسائل صوتية أو مصورة لنشطين في تنظيم القاعدة على مواقع إلكترونية عرفت ببثها مثل هذه المواد, وهو الأمر الذي جعل مجلس الشيوخ الأمريكي يقرر مضاعفة المكافأة المعروضة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بحيث وصلت قيمتها إلى 50 مليون دولار, وخول وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس "السماح بتسديد هذه المكافأة لقاء القبض على أسامة بن لادن أو قتله أو أي معلومات تؤدي إلى القبض عليه". حسين زبيري/ ا ف ب / سي ان ان/ بي بي سي