* ثانيا: رفض حركات المقاومة لأطروحات القاعدة التي صارت تعود بالوبال عليها بسبب تطرّف نشطائها، وتجلّى ذلك في العراق عندما صارت المقاومة تحارب القاعدة وأيضا ثبت في فلسطين حيث حاربت تشكيلات المقاومة كل ما يمكن أن يساعد في بروز هذا التنظيم وهو الذي أشرنا إليه سابقا. * ثالثا: ظهور مناطق نزاع أخرى في الأجندة الغربية وخروج الجزائر من دائرة الأطماع التي كانت سائدة من قبل، حيث صارت الآن تبرز اليمن من خلال الحراك الجنوبي وأيضا الحرب الأهلية مع الحوثيين، وأيضا اتجاه الغرب نحو إيران كخطر يهدد أمن الخليج. ونجد كذلك الاهتمام بحزب الله في لبنان كظاهرة أخرى تهدد أمن إسرائيل. * فالجزائر وإن كانت بوابة لإفريقيا ومركز الثقل الدولي إلا أنها لم تعد في أجندة الطمع التي كانت سائدة. وظهور بؤر الصراع الجديدة التي قد تصل إلى أمريكا اللاتينية أو في القوقاز والهند أفرخت أذرعا جديدة للقتال، مما أفقد "القاعدة" في المنطقة المغاربية الأسباب التي ظلت تراوغ بها أو تستعطف من خلالها لأجل الدعم والإسناد والتجنيد وتوفير أسباب البقاء والمناورة. * * 3- أسباب عامة * توجد إضافة إلى كل ما سبق، وكقاسم مشترك بين تلك الأسباب الداخلية والوطنية والدولية، يمكن أن نستنتج بعض العوامل الاستراتيجية العامة التي تكون قد عجلت بنهاية القاعدة التي لم تصل أصلا إلى مبتغاها، نذكر على سبيل المثال: * أولا: أن السلطات الجزائرية قامت بتجفيف منابع الإرهاب في السجون حيث اتخذت عدة إجراءات تمنع انتشار الأفكار الجهادية بين المساجين مثل عزل الغلاة المتطرفين وأيضا السماح للمساجين بالدراسة والتكوين والعلاج النفسي والاجتماعي. أما في الأحياء الشعبية فقد استطاعت السيطرة على المعلومات وشبكات التجنيد والتي قضت على أغلبها وأيضا مبادرات نحو القضاء على البيوت القصديرية والأحياء الفقيرة، بالرغم من النقائص، وكذلك لعب الآباء دورا بارزا في ذلك بحكم التجربة التي عانتها البلاد خلال السنوات الدموية التي مرت. * في المساجد التي سيطرت عليها وزارة الشؤون الدينية منعت الدروس والحلقات أو توزيع المنشورات والمجلات والكتب التحريضية على عكس ما كان يجري خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي حيث كانت دور العبادة مراكزا للتكوين ونشوء الأحزاب والحركات المختلفة من المعتدلة إلى المتطرفة التي سيطرت منذ 1989 على أغلب دور العبادة وكان لها الدور السيّئ في إفساد المعتقدات وزرع العنف والظواهر الثورية الجهادية. بالنسبة للانترنيت، فقد أفلحت في مراقبتها عن طريق احتواء مقاهيها بالمراقبة الأمنية الصارمة، وأيضا في إطار التحالف الدولي ضد كل ما يشجع على الإرهاب تمّ تدمير الكثير من المواقع وحجبها والتي كانت وكرا للجماعات المسلحة التي من خلالها تزرع مقارباتها وسمومها بين ضعاف النفوس والمتحمّسين دينيا والناقمين اجتماعيا. * ثانيا: فقه المراجعات والفتاوى التي يطلقها علماء مشهود لهم بالكفاءة والعلم كان له وقع مزلزل على حصون هذه الجماعة وخاصة كما ذكرنا تورطها في مقتل المدنيين والعزل. * والمراجعات صارت تضرب السلفية الجهادية في الصميم، كتلك التي صدرت عن الشيخ سيد إمام الشريف "الدكتور فضل" أمير الجهاد السابق ومؤسس جماعة الجهاد المصرية، ويعتبر مفكر تنظيم "القاعدة" وأستاذ أيمن الظواهري، وذلك في كتابه الذي أثار النقاش الواسع "وثيقة ترشيد الجهاد في مصر والعالم"، الذي وصفه الظواهري بأنه كتب تحت رعاية السفارة والمخابرات الأمريكية. وسيد إمام هو صاحب كتاب له تأثيره في وسط "الجهاديين" وعنوانه "العمدة في إعداد العدة". وقد حصلت مراجعاته على موافقة المئات من أعضاء التنظيم وحتى أنصاره. ثم نشر أيضا كتابا آخرا تحت عنوان "مذكرة التعرية لكتاب التبرئة"، اتهم فيه تلميذه الظواهري بالكذب والبهتان والمغالطات الفقهية والتلبيس على الناس. * وتشير مصادرنا الخاصة أن مجموعة من قدماء الإسلاميين الجزائريين في السجن، هم الآن بصدد إطلاق مراجعات أخرى سيكون لها الأثر المدوي على تنظيم دروكدال الذي كان يراهن كثيرا على السجون والتي من خلالها تتم تعبئة محدودي التعليم بالسلفية الجهادية، وعلى رأس هؤلاء المساجين يوجد طلاب علم ممن درسوا الشريعة الإسلامية في الداخل والخارج (مثل معهد الآمنية في دمشق) وبينهم من يحمل شهادة الماجستير، ويؤكد لنا مصدرنا أن (شمامي. م) وهو إمام سابق ومتخرج من معهد الشريعة بالخروبة أبرز هؤلاء. * ثالثا: محاصرة المد السياسي والحركي لهذه التنظيمات من خلال المحاربة الشاملة للإرهاب وجذوره ومخلفاته وأبجدياته وإفلاس سلفيته وانحسار دوائره إعلاميا وشعبيا وسياسيا. * رابعا: ظهور مخاطر دولية أخرى أكثر من الإرهاب مثل المناخ والاحتباس الحراري والأوبئة الفتاكة "انفلونزا الطيور والخنازير" والزلازل والتسونامي، وهذه المخاطر الدولية التي صارت تهدد وجود الإنسان جعلت مسألة أمن العالم أكبر من الجماعات المتطرفة التي تهدده، لذلك مع مرور الأيام سينحصر نشاطهم في دائرة إجرامية عادية مما يفقدهم الزخم الإعلامي الذي ظلت تراهن عليه القاعدة في كل نشاطاتها عبر العالم. * خامسا: الأزمات الاقتصادية المتوالية التي حلت على العالم بسبب الحروب والصراعات، وأيضا التحرك الدولي نحو عالم ما بعد النفط. * * سيناريوهات نهاية بن لادن... * بلا شك، أن مؤسس القاعدة والرجل الأول فيها أسامة بن لادن، لم يكن في قوته السابقة ولا له الحرية في التحرك والاتصال سوى بالمقربين منه جدا جدا ومن الدرجة الأولى. وقد صرح مايكل هايدن، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 14 / 11 / 2008، أن زعيم القاعدة صار منشغلا فقط بتأمين حياته. * يجب التأكيد على أمر هام أن نهاية أسامة بن لادن وبأي طريقة كانت، لا تعني مطلقا نهاية تنظيمه آليا، ويكفي ظهور قيادات أخرى صار لها الحضور الإعلامي المكثف سواء أيمن الظواهري أو أبو يحيى الليبي... الخ، وإن كانت الصورة التي سيتم تغييبه بها هي التي ستؤثر على مجريات الأحداث، فالتوصل لقتله يعني وجود ثغرات في بنيان التنظيم الأمني والاستخباري، أما قتله فبقدر ما سيزيد من عزيمة أنصاره لأنهم سيقلّدونه الشهادة المطلقة بقدر ما يجعل التنظيم في حال تفكك وخاصة أننا نعرف جيدا عقلية المشيخة والمريدين لدى الحركات الإسلامية والتي غالبا ما تتفكك بمجرد رحيل المؤسس والأب الروحي. حتى وإن صمدت حركة الإخوان بمصر لفترات وتجاوزت حالات عصيبة والسبب في تحويل المشيخة من جيل لآخر، إلا أن ذلك لن يحميها مطلقا من الزوال الذي بدت تظهر بوادره بصراع ما بين المحافظين والإصلاحيين. * الدكتور فيصل ديفجي، وهو باحث أكاديمي من أصل باكستاني ومحاضر في جامعة "نيو سكول" بنيويورك، في مداخلة ألقاها بمعهد "تشاتهام هاوس" بلندن في نوفمبر 2008، قال بخصوص هذا الموضوع: * القبض على أسامة بن لادن أو الظواهري أو قتلهما لن يبدل الأمور كثيرا، مع أنه قد يخلف ضجة إعلامية كبيرة)، ثم يضيف: (تحولت قيادة القاعدة إلى رمز، وبن لادن ليس رئيس جمهورية أو ملكا لكي يؤدي القبض عليه أو قتله إلى انهيار الجمهورية أو المملكة التي يقودها ومؤسساتها، إنه رمز تبعته منظمات مسلحة ومدرّبة في العالم الإسلامي، وخصوصا في باكستانوأفغانستان، وهذه المجموعات ستستمر بالقيام بعملياتها الميدانية حتى بعد غيابه). وهذه بعض السيناريوهات المطروحة حول نهاية بن لادن التي ستأتي بلا شك مهما طال عمره. * * 1- القبض عليه حيًّا * يطرح احتمال القبض عليه حيّا منذ سنوات، سواء من قبل الإدارة الأمريكية أو حتى من المتابعين لشأن الجماعات الإسلامية، والرهان كبير على رأس أسامة بن لادن لدى أمريكا وحلفائها في إطار الحرب على ما تسميه بالإرهاب. نذكر في هذا الإطار، قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال تحدث في 08 / 12 / 2009 خلال جلسة استماع في الكونغرس أنه لن يكون من الممكن هزم القاعدة ما لم يتم القبض على زعيمها أسامة بن لادن أو قتله. في حين اعتبر السفير الأمريكي في كابول كارل ايكنبيري خلال الجلسة ذاتها، أن القبض على بن لادن أو قتله "يبقى مهمّا بالنسبة للشعب الأميركي بل لشعوب العالم بأسره". * ولكن على مستوى الواقع يعتبر من الصعب للغاية القبض على بن لادن حيّا فهو يرى نفسه رمزا لما يسميه الجهاد العالمي، ولا يمكن أن يقبل توقيفه ومحاكمته والإساءة إليه على غرار ما جرى للشيخ محمد مهندس أحداث 11 سبتمبر في غوانتانامو أو رمزي بن شيبة أو غيرهما. تقول بعض المصادر، إن أسامة بن لادن مجهز بحزام ناسف قد يستعمله في آخر لحظة إن تأكد من أمر توقيفه، أما آخرون فيقولون إن الرجل متحصّن في منطقة جبلية وعرة بوزيرستان ولا يمكن الوصول إليه إلا بتدميرها بالمقنبلات والصواريخ التي لا يمكن أن تترك أحدا على قيد الحياة. فلو كان أسامة بن لادن يتحرك في المدن وتحت أسماء مستعارة ووهمية فهذا يجعل احتمال توقيفه واردا ولكن الرجل لا يغادر مغارات وأدغال أفغانستان، إلاّ إلى أدغال أخرى بباكستان لا تقل عنها تعقيدا وصعوبة. في اعتقادي أن أمر توقيفه وهو على قيد الحياة مستبعد نهائيا وحتى على مستوى الإدارة الأمريكية وبعض الأقطار العربية لا ترى طيبا في توقيف الرجل الحامل لكثير من الأسرار والخفايا التي قد يكون لها التأثير البالغ على بعض الحكام. * نذكر فرصة أفلتت من أيدي الأمريكان للقبض عليه في ديسمبر 2001 بجبال تورابورا بسبب القرار العسكري بعدم ملاحقته حسب تقرير أعدّ للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في نوفمبر 2009، ويتهم رامسفيلد وزير الدفاع حينها بالتورط في إفشال العملية التي بسببها غيّر مسار الحرب في أفغانستان والإرهاب الدولي على حد ما ورد في التقرير. * وقد سبق وبعد 18 يوما (26 أكتوبر 2001) من بداية العمليات العسكرية في أفغانستان، أن صرح رامسفيلد لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الولاياتالمتحدة قد لا تتمكّن على الإطلاق من إلقاء القبض على أسامة بن لادن، لأنه من الصعب جدا تحقيق ذلك على حد تعبيره. ويستبعد الأمريكيون أنفسهم القبض على بن لادن حيّا، حتى وإن كان بعضهم يضع ما جرى للرئيس العراقي صدام حسين نصب العينين، إلا أن المحيطين ببن لادن حيث هو في وزيرستان أو أفغانستان تختلف طينتهم وتكوينهم العقدي عن أولئك الذين كانوا يحيطون بصدام والذين تربّى بعضهم على الانتهازية والمنفعة والابتزاز والوشاية للأقوى، ولا يرون في صدام حسين غير رئيس انتهت أيامه، أما الآخرون فيرون في بن لادن الأب الروحي والمقدس عندهم بأمر من الله!! * ففرضية الاختراق عن طريق الجوسسة ومراقبة الأنترنيت وكل وسائل الاتصال استُعملت وأستُنفدَت، حسب ما يصرح به المتخصصون الأمريكيون، ولم يبق أمامهم الآن إلا تبرير عدم وصولهم لرأس المطلوب رقم واحد عالميا. * * 2- القتل أو الموت قدرا * من بين الاحتمالات الكبيرة والتي تدندن حولها الإدارة الأمريكية هو القضاء على أسامة بن لادن وقتله. وتردد كثيرا أنه أفلت من محاولة قوية في قصف بجبال تورابورا سنة 2001. ويوجد من يحتمل أن الرجل قد قتل أثناء القصف الأمريكي وهذا الذي يذهب له البعض مثل أيمن الفايد، المستشار الإعلامي السابق والمؤرخ السياسي ل"القاعدة"، وأن الأشرطة التي تعرض بصوته تتم فبركتها وتركيبها. غير أننا نرى هذا الأمر مجرد احتمال يخرج به صاحبه على المألوف فكل الشواهد تؤكد أن الرجل لايزال حيّا يرزق، وبالرغم من محاولات القصف التي استهدفت مواقع تشتبه الولاياتالمتحدة في تواجده أو تواجد نائبه أيمن الظواهري أو حتى قادة آخرين بارزين، ولكنها ظلت تبوء بالفشل الذريع مما طرح الكثير من الأسئلة حول جدية الإدارة الأمريكية في القضاء على القاعدة، والتي صارت البعبع الذي به ترسم خارطة العالم وتفرض قانونها الدولي على الجميع. * آخرون يحتملون الوفاة الطبيعية بسبب المرض أو غيره، نذكر باسكال بونيفاس الذي قال في مقال له: "في الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري أشارت صحيفة "ليست ريبيبليكان" المحلية الفرنسية، إلى احتمال وفاة زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في مكان ما بالجبال ما بين أفغانستانوباكستان جراء إصابته بحمّى التيفوئيد. وكانت الصحيفة استندت في تقديم هذه المعلومة المثيرة إلى وثيقة استخبارية بتاريخ الحادي والعشرين من سبتمبر صادرة عن الاستخبارات الفرنسية التابعة للإدارة العامة للأمن الخارجي. الوثيقة أشارت إلى أن مصادر أمنية أوضحت أن العزلة الجغرافية لابن لادن بسبب فراره المستمر حالت دون تلقيه أيّة مساعدة طبية لازمة، في الوقت المناسب. وقد أكد الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، وجود هذه الوثيقة، ولم ينفها، غير أنه لم يؤكد خبر الوفاة تحديداً. ونتيجة لذلك، مازالت علامات الاستفهام قائمة حول مآل العدو العمومي والمطلوب العالمي "رقم واحد"، وذلك بعد أكثر من خمس سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي استهدفت مركز التجارة العالمي والبنتاغون". ومن جهة أخرى نشير إلى أن عضو الكونغرس الأمريكي، كورت ويلدن، أعلن في مارس 2006 أن بن لادن توفي في إيران، لكن بعد ذلك ظهر شريط صوتي جديد له يتحدث عن أوضاع الشرق الأوسط. * في حين جاء إعلان السعودية في 24 - 9 - 2006 أنه "لا يوجد لديها دليل على وفاة أسامة بن لادن، مثيرة بذلك شكوكا كبيرة في وثيقة سرية تسربت في فرنسا وقالت إن المخابرات السعودية تعتقد أنه توفي الشهر الماضي" كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء. * * * 3- الاغتيال بسبب الخلافات الداخلية أو الاختراق * في الحقيقة أن أغلب المتابعين لشأن القاعدة والحركات الإسلامية يرون أن هذا الأمر مستبعد، حتى وإن شذّ البعض عن ذلك ولكن بصفة محدودة جدا، وهو الذي أشرنا إليه من قبل حول الوشاية التي يمكن أن تحدث على طريقة القبض على صدام حسين أو مقتل الزرقاوي، فضلا أن يقدم أحدهم على تصفية بن لادن ولا يوجد قريبون منه إلا قلة يتمتعون بثقته ولهم الولاء المطلق له، فضلا عن أنهم يؤمنون بها إلى حد رؤية مفاتيح الجنّة بين يديه. * أما الخلافات الداخلية حتى وإن وصلت لجبهات القاعدة القتالية، إلا أن القيادة في منأى عنها لخصوصية موقعها وتمركزها والحراسة التي تتكفل بأمنها. فالسياج الأمني المحاط على بن لادن ورفاقه يصعب للغاية اختراقه أو التأثير على المحيطين به في هذه الفترة بالذات. وفي هذا السياق، تحدث المسؤول الأمني بالأمم المتحدة، ريتشارد باريت، قائلا: "إنهم حذرون للغاية من لقاء أي شخص لا يعرفونه... سيفعلون أي شيء تقريبا للتعامل مع الناس عن طريق وسيطين أو ثلاثة بدلا من التعامل المباشر"، ثم يضيف: "ويجعل هذا من الصعب جدا عليهم إيصال رسالة متماسكة وواضحة ويجعل من الصعب أيضا استخدام أي جاذبية يتمتعون بها في محاولة تجنيد أو إقناع أشخاص". * * أكيد سعت الولاياتالمتحدة وحتى المخابرات العربية لزرع قدماء المقاتلين ممن كانوا من قبل ضمن العرب الأفغان أو بجامعة الدعوة والجهاد بباكستان، والذين تربطهم علاقات وثيقة بمن يعتقد أنهم من حاشية بن لادن أو الظواهري، ولكن ذلك ما عاد إلا بالفشل أو الوبال أو حتى تصفية هؤلاء العملاء. ويذكر لي أبوبكر الجزائري، وهو أفغاني سابق شارك في الحرب مع طالبان ضد الولاياتالمتحدة سنة 2001 وكان له الدور في إسقاط طائرات عمودية في معركة تورابورا، حسب ملف الاتهام لدى القضاء الجزائري، أنه جرت من قبل محاولات لاغتيال أسامة بن لادن عن طريق عملاء مجهزين بالأحزمة الناسفة ولكن ذلك يتفطن له وقد أقيم الحد من طرف طالبان على عدد ممن ثبتت إدانتهم بالتخطيط للتصفية. * * ونذكر آخر ما حدث ويتعلق الأمر بالطبيب الأردني الأصل، همام خليل أبوملال البلوي، وكنيته "أبو دجانة الخراساني"، المشتبه فيه بالتورط في عملية انتحارية استهدفت الاستخبارات الأمريكية بخوست الأفغانية في 30 ديسمبر 2009 حسب الرواية المتداولة. وكانت تراه من أهم إنجازاتها كعميل في أفغانستان تريد منه الوصول إلى بن لادن والطبيب الظواهري الذي يسهر عليه فريق "اليك"، ولكن برغم التناقضات المختلفة حول القضية بين النفي والإثبات برغم تبني القاعدة وظهور تسجيل مرئي وزوجته دفني بيرق قالت إنه من المستحيل أن يكون زوجها هو المتورّط، إلا أنه في حال ثبوتها سواء قام بها البلوي أو غيره، تؤكد على مدى حرب الاستخبارات القائمة بين عدة أطراف بينها العربية من أجل الوصول لرؤوس التنظيم المرابطين في أدغالهم. وبلا شك ستفرض الحادثة تغييرا جذريا في العمل الاستخباري ويدفعهم إلى مراجعة وتنفيذ إصلاحات عميقة للعملاء المجنّدين أو الذين سيتم تجنيدهم مستقبلا. * مراجعات الجماعات المسلحة وسيناريوهات "اختفاء" بن لادن