أطلق دكتور جراحة الأعصاب بمستشفى "سانت أون توني" بباريس، البروفيسور رمعون من خلال زيارته المكوكية لولاية البيض مبادرة التكفل بالكشف المجاني على مرضى جراحة الأعصاب المعوزين والفقراء مع الالتزام بإجراء عمليات جراحية مجانية بمستشفى محمد بوضياف بالبيض بمجرد دخول غرفة العمليات الجديدة الخدمة مطلع السنة المقبلة. * الشروق اليومي وفي محاولة منها معرفة دوافع مبادرة الدكتور رمعون واختياره ولاية البيض مكاناً للإعلان عنها وكذا اختياره الحصري لجريدة الشروق اليومي لأجل الرعاية الإعلامية لها، أوضح بأن علاقته بولاية البيض تمتد إلى أيام ثورة التحرير المباركة حيث سقط عمّه سيد أحمد المدعو زغلول شهيداً بالمنطقة سنة 1960 إلى جانب العلاقة الحميمية التي تربطه بالحاج بوران رئيس جمعية مساعدة المرضى التي يرجع لها الفضل الكبير في رعاية مثل هذه المبادرة في زمن اللهث وراء المادة والمتاجرة بالمرضى، حيث حضرت الشروق اليومي، نهاية الأسبوع الفارط، عملية الكشف المجاني على 16 مريضا جاءوا إلى قسم الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف من طرف الدكتور رمعون أخصائي جراحة الأعصاب وهي العملية التي لقيت استحسانا كبيرا لدى المرضى وعائلاتهم بعد أن كان أغلبهم يضطر للتنقل باتجاه مصحات ولايات الشمال (وهران والعاصمة) وكذا إلى صرف مبالغ جد باهظة تتجاوز 15 مليونا وتستغرق ما لايقل عن 12 ساعة، فضلا عن فاتورة التكاليف الإضافية (الأشعة التحاليل النقل والإقامة). * وفي غياب إحصائيات دقيقة حول عدد الإصابات بولاية البيض، أشار مصدر مقرب من وزارة الصحة بأن الجزائر تحصي 60 ألف حالة تجلط دماغية سنويا، 20 ألف حالة منها تغادر الحياة بفعل صعوبة توفير ظروف العلاج الملائم وهو ما يمثل 4 إلى 5 مرات عدد ضحايا حوادث المرور، كما أنّ مرض الزهايمر أو الخرف يمس حاليا 100 ألف حالة عبر الوطن، فيما يبقى عدد الأطباء المختصين في هذا النمط من الأمراض لا يتجاوز 300 مختص عبر جلّ المؤسسات الاستشفائية العمومية منها والخاصة. * من جهة أخرى كشف الدكتور رمعون عن سر اختياره جريدة الشروق اليومي للرعاية الإعلامية والحصرية لمبادرته، بالتجربة الرائدة التي انفردت بها الشروق اليومي بعد تكفل عديد الشخصيات والهيئات بالحالات التي كانت الجريدة هي السبّاقة في إماطة اللثام عن معاناتها، كما أنه يعتبر نفسه مدانا لها في تعلم اللغة العربية في سنوات الغربة بباريس.